بقلم: سارة الليثي
نور الشريف وبوسي كانا ولا زالا إلى اليوم أيقونة للحب منذ الستينات وحتى الآن، في الستينات كان لقائهما الأول في مبنى ماسبيرو عندما كانا يذهبان لاداء بروفاتهما في برامجهما المختلفة، ثم جمعهما عمل واحد في احدى حلقات مسلسل “القاهرة والناس” للمخرج “محمد فاضل” ولعب القدر دوره في اعادة تصوير الحلقة مرة ثانية لأسباب فنية لتفتح المجال لنمو الحب بينهما ومصارحته لها بحبه، كانت بوسي حينها في الخامسة عشرة من عمرها ونور الشريف شاباً في منتصف العشرينات.
كأي قصة حب واجه حب بوسي ونور الشريف الكثير من المعوقات؛ فكان صغر سن بوسي وتواضع نشأة نور الشريف ابن أحد الأحياء الشعبية أكبر تلك المعوقات، فعندما علمت أمها بأمر حبهما واجهتها بعاصفة من الغضب والرفض وتحججت بصغر سنها وأهمية تركيزها في دراستها حتى تنهي الثانوية العامة ومن ثم تفكر في الحب وخلافه، وكذلك رفض والدها هذا الحب حيث كان يرفض ارتباطها بفنان لانه كان يرى أن الفنانين غير قادرين على انشاء أسرة مستقرة والالتزام بمسئوليتها بالاضافة إلى تواضع نشأته.
ظلت قصة الحب تلك معلقة أربع سنوات يأبى أهل بوسي أن يوافقوا على اقترانهما حتى تقدم لبوسي شاب من عائلة ثرية ووافق أهلها عليه ولكنها رفضت بشده وأمام اصرارهم أقدمت على محاولة انتحار باءت بالفشل كانتحار ولكنها نجحت كوسيلة ضغط على أهلها جعلتهم يوافقون على زواجها من نور الشريف، وفي أحد حواراتها السابقة ذكرت بوسي أن أهم أيام حياتها هو 22 أغسطس 1972، حين جلست أمام المأذون وسألها: هل تقبلين محمد جابر، زوجا؟ فهزت رأسها بالإيجاب، وكانت تود لو تصرخ وتقول موافقة جدا وأضافت: من الممكن أن أنسى كل شيء إلا ذكريات حبي لنور الشريف.
وأكملت بوسي دراستها الجامعية في منزل الزوجية وكان نور الشريف يشجعها على ذلك حتى انه كان يرغبها في الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية إلى جانب كلية التجارة حتى تصقل موهبتها الفنية بالدراسة، وفي عدة لقاءات حوارية كانت بوسي دائماً ما تشيد بنور الشريف كزوج وحبيب متعاون ومتحمل للمسئولية حيث لم يكن يوماً يحاسبها على ما تقم به في المزل أو ما لا تقم به ولا يعتبر أن أعمال المنزل من اختصاصها فقط بل كان يساعدها في الكثير من الأعمال المنزلية.
وكانت بوسي دائماً ما تشيد بكرمه وسخائه معها ومع متطلبات المنزل حيث كان يعطيها دائماً ما تطلبه من المال دون أن يراجعها، واشتركت بوسي مع زوجها نور الشريف في 10 أعمال فنية خلدت اسم هذا الثنائي كواحد من أهم وانجح الثنائيات المصرية، منها: الضحايا، وبدون زواج أفضل، و آخر الرجال المحترمين، وكروانة، وقطة على نار، وحبيبي دائما، ولعبة الانتقام، وليالي لن تعود، والعاشقان. وأسسا معاً شركة إنتاج خاصة «إن بي فيلم»، وهي الأحرف الأولى من اسميهما وقدما من خلالها أفلام مثل دائرة الانتقام المقتبس من قصة الكونت دي مونت كريستو، وزمن حاتم زهران، والعاشقان الذي شهد آخر تعاون فني بينهما.
بعد 34 عاماً من الزواج حدث الطلاق الوحيد في زواجهما الطويل، وتناثرت الشائعات عن ارتباط نور الشريف بالممثلة التونسية الشابة ساندي ولكنه نفى هذه الشائعات مؤكداً أن هذا الطلاق هو مجرد راحة قصيرة بينه وبين زوجته سيعاودا الحياة بعدها يوماً ما، وأكد في أكثر من لقاء صحفي وتلفزيوني أنه لن يتزوج سوى بوسي وهي لن تتزوج غيره أنها حب عمره الوحيد، وخلال سنوات الانفصال كانا يقيمان في فيلتين متجاورتين في 6 أكتوبر وظلت علاقتهما يسودها الاحترام والصداقة.
وفي ديسمبر 2014 تحقق ما باح به نور الشريف من قبل حيث عقد قرانهما للمرة الثانية ليكونا معاً مرة آخرى كزوجين حبيبين متحدين كافة الخلافات والصراعات والعوائق لتكون بوسي الزوجة الحبيبة الصديقة الوفية التي تصاحبه في رحلة علاجه وتقف سنداً وعوناً له في أيامه الأخيرة حتى وفاته في 11 أغسطس 2015، وإلى الآن لازالت بوسي في كل لقاء تليفزيوني أو حوار صحفي لها لا تفتأ تذكر نور الشريف وتتحدث عن ذكريات حبهما، ليظلا رمزاً للحب والوفاء في عصرنا الحالي.