أهواك

 

نعم أهواك يا قمري

فهب لي لقيا على الوجدِ

وهب لي سلاماً في الدفقِ

وهب لي نوراً على الدربِ

أيها الساكن في قلبي

أيها الساري بأوردتي

أيها السارق لنبضاتي

أيها السامع لخفقاتي

رفقاً بهمسات تدمي فؤادي

رفقاً بنظرات تثير غرامي

رفقاً بي يا ساكني

الإعلان

أشجار التوت

   كبرت تلك الطفلة التي كانت تلعب كل صباح مع صديقها تحت أشجار التوت، كانا يتسلقان الأشجار ويهزا فروعها لتتساقط عنها حبات التوت الشهية التي يتلذذا بطعمها.

   كبرت تلك الطفلة لترى صديقها يوارى الثرى مع أحلامه التي أغرقها بحر اليأس، قتلوه باهمالهم وجبروتهم وقتلوا معه المئات والآلاف غير عابئين، بعد أن قتلوا أشجار التوت لترتفع مكانها حجارة صماء.

   لم يتبقى لديها سوى بضع حبات التوت التي احتفظت بهم من ذكريات طفولتها الضائعة، أودعتهم باستسلام قبر صديقها علهم يؤنسوا وحشته!

خاطرة حول الجهاد

 

   الجهاد فرض كفاية أي أنه إذا كانت تقوم به الدولة متمثلة في جيشها فهي تسقط عن الآخرين مادامت الدولة لم تفتح باب التطوع وتطلب مساعدتها في الحرب أما في حالة فلسطين فللأسف الدولة الرسمية متمثلة في حركة فتح لا تجاهد الاحتلال وانما تتعاون معه وتتعايش معه لذا يجب على كل من يرى في نفسه القدرة على الجهاد ان يتدرب عليه ويفعل ما في استطاعته خاصة وان الجهاد في فلسطين ليست حرب منظمة وانما هي قائمة على عمليات فردية وحركات فدائية كما كان في مصر أيام الاحتلال الانجليزي.

  والجهاد ليس شرطاً أن يكون بالسلاح فكل فرد يجاهد بما يستطيع، فهناك من لديه القدرة على الجهاد القتالي، وهناك من يجاهد بالمال عن طريق تمويل الجيش أو الحركات الفدائية، وهناك من يجاهد بالكلمة عن طريق توصيل القضية إلى المجتمع الدولي وإقناعهم بالحق ليكونوا ورقة ضغط على العدو المحتل، وهناك من لا يملك كل هذا ولا يستطيع أن يجاهد سوى بالدعاء والتضرع إلى الله ولكن من الثابت في صحيح الأحاديث أن من مات ولم تحدثه نفسه بالجهاد فقد مات على شعبة من شعب النفاق.

   أما الجهاد الذي هو فرض عين على كل مسلم فهو جهاد النفس ومغالبة الهوى والشيطان وكذلك الدفاع عن المال والروح والعرض والأهل، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):”من مات دون أهله فهو شهيد ومن مات دون نفسه فهو شهيد ومن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد”.

صلاح السقا…. رائد مسرح العرائس في الوطن العربي

كتبت: سارة الليثي

    من منا لا يعرف أوبريت الليلة الكبيرة الشهير؟! فقد كنا نجتمع صغاراً حول التلفاز لمشاهدته في كل عيد ومناسبة، ومن قبلنا آبائنا حيث عرض لأول مرة في 1 مايو 1961، ذلك الأوبريت الذي اشترك فيه بالغناء كبار مطربي مصر: سيد مكاوي وشفيق جلال وعبده السروجي ومحمد رشدي وحورية حسن واسماعيل شبانة وصلاح جاهين وشافية أحمد، ووضع كلماته صلاح جاهين ولحنه سيد مكاوي، ولكن أكثر ما أضفى على ذلك الأوبريت روحاً وتميزاً هو تأدية العرائس الماريونت له.

     ففي ظني لو كان هذا الأوبريت مجرد أغنية أداها هؤلاء المطربون الكبار لما كتب لها هذا الخلود، وكذلك لو كانت أديت بفرقة بشرية، فكم من مرات حاولت فرق باليه وجمباز تأدية عروض مسرحية باستخدام هذا الأوبريت ولكن لم تلقى اقبالاً كالعرض الأصلي باستخدام العرائس الماريونيت، وخلف هذا التميز وعظمة الاداء المسرحي للعرائس الماريونيت يقف المخرج الكبير صلاح السقا الذي يجهله كثير منا ومن يعرفه قد لا يعرف عنه سوى أنه والد الفنان أحمد السقا وكان يعمل بالاخراج المسرحي، ولكننا نجهل أنه هو أول من أسس فن مسرح العرائس في مصر والوطن العربي كله.

   فقد فضل المخرج الكبير صلاح السقا فن العرائس عن المحاماة؛ فبعد تخرجه من كلية الحقوق جامعة عين شمس لم يعمل بالمحاماة بل توجه لتعلم فن تحريك العرائس على يد الخبير سيرجي أورازوف الأب الروحي لفناني العرائس في العالم، وسافر بعدها إلى رومانيا ليدرس الإخراج المسرحي وتخصص في فن العرائس، وبعد عودته إلى مصر حصل على الماجستير في الاخراج من معهد السينما عام 1969 بعد أن أخرج أوبريت الليلة الكبيرة، وكان قد قدم قبلها العديد من الأعمال الفنية التي أثرت في تاريخ صناعة الفن بمصر منها: حلم الوزير سعدون، حسن الصياد، الأطفال يدخلون البرلمان، خرج ولم يعد.

    وقد تعاون مع كبار الكتاب والشعراء في تقديم عروضه المسرحية المختلفة، مثل: الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي في عرض مقالب صحصح وتابعه دندش، والشاعر سيد حجاب في عرض أبو علي، وصلاح جاهين في الليلة الكبيرة وعودة الشاطر حسن وعقلة الاصبع والديك العجيب، ولم يكتف باسهاماته المسرحية في مصر بل ساهم في انشاء العديد من مسارح العرائس بالدول العربية مثل: سوريا والكويت وقطر وتونس والعراق، كما أجرى العديد من البحوث والدراسات حول تاريخ فن العرائس والتي أصبحت مقرراً دراسياً على طلاب معاهد السينما والمسرح وكليات التربية.

    وقد حصل صلاح السقا على العديد من الجوائز من مصر والدول العربية والأجنبية منها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية وفى 1973 حصل على الجائزة الأولى ببرلين، كما نال شهادة تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية في 1980 كما منحه عمدة بلدة مستل باخ بالنمسا وسام خاص بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام 1989، وكانت النمسا كرمته من قبل عام 1980، ونال الدرع المميز من مهرجان جرش الأردن 1985، وتقلد الميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا 1986، كما كرمه المهرجان القومى للمسرح بعد وفاته.

      وتوفي صلاح السقا صباح يوم السبت 25 سبتمبر 2010م في مستشفى الشروق بالمهندسين متأثراً بهبوط في القلب وقصور في وظائف الكلى عن عمر يناهز 78 عاماً حيث ولد في 11 مارس 1932م، تاركاً ارثاً عظيماً من الأعمال الفنية التي أثرت في التراث الفني المصري.

حفل توقيع لكتاب عصير الكتب بأسيوط

كتبت: سارة الليثي

   نظمت مكتبة ومضة بأسيوط اليوم الجمعة ندوة وحفل توقيع لثلاثة من شباب الكتاب هم: الكاتب محمد جمال صاحب كتابي “رحلتي من الطب الى الألش” و”رحلتي من الطب إلى سوق العبور”، والكاتب محمد رجب صاحب روايتي “إمضاء ميت” و”المنجم”، والكاتب عمرو عبد الحميد صاحب روايتي “أرض زيكولا” و”أماريتا”، والتي صدرت أعمالهم عن دار عصير الكتب للنشر والتوزيع، تحدثوا في اللقاء عن بداية توجهم للكتابة وأسبابها خاصة مع بعد تخصصهم المهني والعلمي عن الكتابة، فهم على الترتيب: طبيب أسنان ومهندس وطبيب بشري.

   فذكر الكاتب محمد جمال أنه توجه للكتابة الساخرة بداية من خلال حسابه الشخصي على الفيس بوك حيث كان يكتب موضوعات يتناول فيها بالنقد الساخر أحوال الطب ومزاولة المهنة في مصر وكذلك بعض الأوضاع الاجتماعية والثقافية مما زاد من شهرته وعدد متابعيه على الفيس بوك، وعندما صرح برغبته في نشر كتاب اتصلت به عدد من دور النشر اختار واحدة من بينهم وبذلك صدر كتابه الأول، وأضاف أنه بصدد مشروع كتابة لكتابه الثالث.

   بينما أشار الكاتب محمد رجب أنه محباً للقراءة منذ صغره وخاصة في مجال المغامرات والتشويق والقصص والروايات البوليسية، ولكنه دخل مجال الكتابة بالصدفة من خلال جلسة سمر مع أصدقائه كانوا يتناقشون فيها حول أحد المنجمين الذي تنبأ بالحرب العالمية الثانية ونتائجها قبل وقوعها وحدثت كما تنبأ بها بالفعل، ولم يكن مصدقاً لما يقولون فأراد أن يشترك معهم في الحديث؛ فقص عليهم أنه تنبأ أن هناك من سيفتحون قبره بعد وفاته لسرقته وسيموتون واحداً تلو الآخر وهذا ما حدث بالفعل ولكن الشرطة اكتشفت أن الوحيد المتبقي من تلك المجموعة هو من قتل رفاقه ولفق النبؤة المكتوبة ليبيعها بثروة طائلة.

   وأضاف رجب أنه في هذه اللحظة شعر أن ما قصه على رفاقه هو حبكة جيدة لرواية؛ فبدأ بكتابتها بالفعل حتى خرجت للنور وهي رواية “المنجم”، أما عن الكاتب عمرو عبد الحميد فقد نوه أن بدايته في مجال الكتابة كانت أثناء دراسته بكلية الطب حين طلب منه أحد زملائه كتابة قصة لمجلة الحائط بالكلية؛ فكتب قصتين ومن ثم اندمج في عالم الكتابة وظل يكتب أربع سنوات سراً عن عائلته حتى لا يذعروا من انشغاله بالكتابة عن دراسته، وفور تخرجه أعطاهم كتابه الأول ليقرأوه.

    وعند سؤالهم إذا ما اضطروا أن يختاروا بين الكتابة ومجال تخصصهم المهني، أجاب الكاتب عمرو عبد الحميد بأنه واقع في هذه الحيرة في الوقت الحالي ولكنه يأمل يوماً ما أن يستطيع التخلي عن الطب والتفرغ للكتابة، بينما أجاب الكاتب محمد رجب أنه سيختار تخصصه المهني لأن العمل بالكتابة لا يدر دخلاً مادياً مناسباً، وأشار الكاتب محمد جمال أنه يستطيع القيام بالأمرين في الوقت الحالي ولكن يوماً ما عندما يتقدم في السن لن يستطيع مزاولة مهنة الطب بكفائته الحالية حينها سيتفرغ للكتابة فقط لأن الابداع والموهبة لا سن لهما.

   وفي نهاية الندوة فتح باب النقاش للحضور الذين ناقشوا الكتاب حول اشكالية الكتابة بالفصحى والعامية والرسالة الموجهة للقراء من خلال الأعمال الأدبية، واختلفت الأراء حول هذه النقاط بين مؤيد ومعارض، وفي الختام تم التقاط الصور التذكارية للحضور مع الكتاب وتوقيعهم لكتبهم.

كتاب: فقه السنة

فقه السنة

السيد سابق

في رأيي أن هذا الكتاب لا غنى عنه في أي بيت مسلم؛ فهو يتضمن بين دفتيه –المقسمة على ثلاثة أجزاء- كل ما قد يطرأ على ذهن المسلم من تساؤلات في أي فرع من فروع الدين والدنيا التي نظمها الاسلام من زواج وطلاق وعلاقات اجتماعية ومعاملات تجارية وحدود وعبادات وتنظيم شئون الدولة، كما ان حداثة وضعه –حيث نشر الكتاب لأول مرة عام 1365هـ الموافق 1945م وهو ما يعد تاريخاً حديثاً مقارنة بأمهات الكتب الأخرى في التفاسير وفقه السنة والسيرة كتفسير ابن كثير وكتب صحيح البخاري ومسلم وشروحهما المتقدمة-.

   أقول أن حداثة تاريخ كتابة كتاب “فقه السنة” جعلت من لغته سهلة واضحة مفهومة بيسر وسهولة حيث يندر وجود تعبيرات وكلمات مهجورة من اللغة العربية الفصحى والتي تكثر في كتب أخرى وضعت في عصور الخلافة الإسلامية، وأيضاً تلك الحداثة جعلت من تعليقات كاتبه -التي يربط بها الأحاديث النبوية والدلالات الفقهية بالواقع المعاش- لازالت ملموسة للآن وقريبة للذهن، ففي ظني أن الأوضاع الاجتماعية والسياسية في مصر لم تختلف كثيراً عن زمن كتابة الكتاب مما يجعله مواكباً للعصر وقابلاً للفهم والادراك.

أنثى تقليدية

 

أنا لست أنثى تقليدية

لن أرضى بقصص الحب الوهمية

لن أقبل أن أعيش على الهامش حياة عادية

أنا لست أنثى تقليدية

ترضى بأدوار ثانوية

تقبل أن تكون منسية

تلعب دور الضحية

ليس لها هوية

أنا لست أنثى تقليدية

أنا أنثى أبية

هامتها عالية

لا يطالها رجل لا يدرك المثالية

شرقي

جرس الهاتف المحمول

جنة: ألو…ازيك يا حبيبي؟

آدم: وحشتيني جداً يا روحي.

جنة: أنت أكتر يا عمري.

آدم: ايه رأيك نروح السينما النهاردة؟ في فيلم تحفة هيعجبك أوي.

جنة: بابا وماما مش هيوافقوا.

آدم: ليه احنا مش مخطوبين وهنتجوز قريب إن شاء الله؟!

جنة: إن شاء الله بس بابا وماما مش هيوافقوا نخرج وحدنا قبل ما نتجوز.

آدم: خلاص تعالي من غير ما تقوليلهم.

جنة: إزاي؟

آدم: قولي لهم إنك خارجة مع واحدة صاحبتك.

جنة: اكذب عليهم؟!

آدم: وايه يعني؟

جنة: لا مقدرش، متعودتش اكذب على بابا وماما واعمل حاجة من وراهم.

آدم: لا هتقدري، هستناكي الساعة ستة قدام السينما إذا ماجتيش هحضر الفيلم مع أي واحدة تانية، أنت حرة، مع السلامة.

  أخذت “جنة” تفكر فهي لا تريد اغضاب حبيبها وكذلك هي لم تعتد الكذب على أمها، ولكنها أيضاً تود الخروج معه، ولم تجد بد من أن تنفذ ما قاله لها، ادعت لأمها أنها سوف تذهب  للسينما مع صديقاتها وذهبت إليه.

آدم: قولتيلهم ايه في البيت؟

جنة: زي ما قلت لي.

آدم: كذبتي عليهم؟!

جنة: ايوة وضميري بيأنبني جداً بس عشان تعرف أنا بحبك أد ايه.

آدم: مش اكتر مني يا حبيبتي وأنا طلبت منك نخرج مع بعض وحدنا عشان بحبك وعايز أخرج معاكي ونقضي وقت مع بعض وحدنا من غير عزول معانا.

 وتكرر الموقف كثيراً، واعتادت “جنة” أن تكذب على والديها؛ لتخرج مع خطيبها إلى أن تزوجا، وبعد فترة قصيرة من زواجهما:

جنة: حبيبي أنا هخرج بكرة مع صحباتي.

آدم: لا مفيش خروج.

جنة: ليه؟!

آدم: وأنا ايه اللي يضمن لي انك هتخرجي فعلاً مع صحباتك؟

جنة باستغراب: يعني ايه؟!

آدم: انت مش كنت بتقولي لأمك وأبوكي انك خارجة مع صحباتك وتخرجي معايا؟

جنة: أنت اللي طلبت مني كدة!

آدم: ويمكن حد تاني يطلب منك كدة دلوقتي أو على الأقل يمكن تروحي أماكن أنا مش عايزك تروحيها.

جنة: انت بتشك فيا؟!

آدم: أنا مبثقش فيكي، اللي تكذب على أهلها تقدر تكذب على جوزها.

جنة: انت اللي طلبت مني ده، أنا عملت كدة عشانك!

آدم: لو مكنتيش سمعتي كلامي ساعتها ورفضتي كنت قدرتك واحترمتك ووثقت فيكي من غير شك.

جنة: واتجوزتني ليه مدام بتشك فيا ومبتحترمنيش؟!

آدم: لاني ارتبطت بكلمة مع أبوكي يوم ما خطبتك وأنا رجل بحافظ على كلمتي وإن كانت على رقبتي واعرف كويس ازاي احافظ على بيتي واتحكم في مراتي.

جنة: إذا كان ارتباطك بكلمتك مع أبويا هو اللي غصبك على جوازك مني؛ فأنا بحلك من الارتباط ده.

آدم: قصدك ايه؟

جنة: طلقني.

آدم: إذا طلقتك انت الوحيدة اللي هتخسر، هتاخدي لقب مطلقة ومش هتقدري تتجوزي تاني بسهولة خصوصاً ان طلاقنا هيبقى بعد فترة قصيرة من الجواز يعني الناس كلها هتتكلم عليكي وهيعيبوا فيكي انت مش فيا.

جنة: أي خسارة في الدنيا أهون عندي من أني أعيش معاك تحت سقف واحد بعد النهاردة، مش هخسر أكتر من اللي خسرته…طلقني.

آدم: أنت طالق.

الشيخ الحصري.. كبير قراء القرآن الكريم

     هو محمود خليل الحصري أحد أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، ومن القلائل الذين أجادوا قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، وكانت شهرته تجوب الآفاق، وهو مؤسس جمعية الشيخ الحصري للخدمات الدينية والاجتماعية، وقد ولد الشيخ الحصري أول ذو الحجة 1335هـ الموافق 17 سبتمبر 1917م في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، وألحقه والده بالكُتَاب وهو في الرابعة من عمره، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر الشريف.

    أخذ الحصري شهادته في علم القراءات، وفي عام 1944م تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للإمتحان في الإذاعة، وكان أول بث مباشر له على الهواء في 16 نوفمبر 1944م، وظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على إذاعة صوته منفرداً لمدة عشر سنوات تقريباً، ومن ثم عين قارئاً بالعديد من المساجد المصرية، وكان أول من سجل المصحف المرتل براوية حفص عن عاصم وكذلك رواية ورش عن نافع ورواية قالون ورواية الدوري، وهو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم.

    وفي عام 1959م عين مراجعاً ومصححاً للمصاحف في مشيخة الأزهر، وهو أول من ابتعث لزيارة المسلمين في الهند وباكستان عام 1960م وقرأ القرآن الكريم في المؤتمر الإسلامي الأول بالهند في حضور الرئيس جمال عبد الناصر وجواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند، وفي 1961م عين بالقرار الجمهوري شيخ عموم المقارئ المصرية، وفي عام 1966م اختاره اتحاد قراء العالم الإسلامي رئيساً لقراء العالم الإسلامي بمؤتمر اقرأ في كراتشي بباكستان، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1967م.

    وهو أول من سجل المصحف المعلم في أنحاء العالم عام 1969م، وكذلك بطريقة المصحف المفسر عام 1975م، وهو أول من رتل القرآن الكريم في مبنى الأمم المتحدة بناء على طلب جميع الوفود العربية والإسلامية عام 1977م، وأيضاً كان أول من رتل القرآن الكريم في القاعة الملكية وقاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن عام 1978م، وكذلك كان أول قارئ يقرأ القرآن الكريم في البيت الأبيض وقاعة الكونجرس الأميركي، ووضع العديد من المؤلفات والكتب في علم القراءات والتجويد.

    كانت مؤلفاته تلك هي: أحكام قراءة القرآن الكريم، القراءات العشر من الشاطبية والدرة، معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، الفتح الكبير في الاستعادة والتكبير، أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر، مع القرآن الكريم، قراءة ورش عن نافع المدني، قراءة الدوري عن أبي عمرو البصري، نور القلوب في قراءة الإمام يعقوب، السبيل الميسر في قراءة الإمام أبي جعفر، حسن المسرة في الجمع بين الشاطبية والدرة، النهج الجديد في علم التجويد، رحلاتي في الإسلام، وأسس جمعية الحصري الشهيرة في أواخر أيامه وكان مقرها مسقط رأسه في قرية شبرا النملة بطنطا.

    وقد أوصى قبل وفاته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفاظه وكافة وجوه البر، وتوفي مساء يوم الاثنين 16 محرم 1401هـ الموافق 24 نوفمبر 1980م بعد أن أدى صلاة العشاء.

جولة في الكتب

    الكتب هي بحر عميق كلما غصت فيه ازددت علماً ومعرفة، وازدادت معرفتك بجهلك إذ تكتشف أنك لم تكن تعلم شيئاً وأن لا زال أمامك الكثير لتتعلمه، وتدرك أنك تقرأ وتتعلم لا لتصبح عالماً لا يضاهيك أحد لأن ما من أحد قد يصل للعلم الكامل وانما فقط لتبتعد قدر ما يمكنك عن الجهل، فنحن نأكل حتى نغذي أجسادنا ونقرأ حتى نغذي عقولنا، والكتاب هو خير صديق، يسديك النصيحة بدون مقابل ويعرض لك خلاصة تجارب الحياة دون مصلحة.

    والكتاب يغنيك عن مجالسة السفهاء، ويعطيك تذكرة مجانية لتجوب بلاد العالم وتعيش مختلف التجارب، فنحن نعيش حياة واحدة فقط وحياة واحدة لا تكفي للتعرف وفهم تلك الحياة. فالكتاب هو وسيلتنا الوحيدة لنعيش تلك الحياة بكل تجاربها ونتعرف على خفاياها ونراها من جوانب أخرى قد تخفى علينا ولكن يراها غيرنا، وهو وسيلتنا لنتعرف على العديد من الأشخاص الذين قد لا نلقاهم في حياتنا الحقيقية ونعيش معهم حياتهم بحلوها ومرها، وحتى تلك الكتب السيئة تعلمك كيف يفكر أولئك الناس الضحلون وكيف يكتبون لتتجنب محاكاتهم وتوسع مداركك لتستطيع الحكم وتقييم الجيد من الرديء.

    فقد قال “عباس العقاد”: “ليس هناك كتاباً اقرأه ولا أستفيد منه شيئاً جديداً، فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته، أني تعلمت شيئاً جديداً هو ما هي التافهة؟ وكيف يكتب الكتاب التافهون؟ وفيم يفكرون؟”.