يوميات بنوتة مصرية (3): مصر تنتخب

  تجلس العائلة مجتمعة أمام التليفزيون تتابع أحد برامج التوك شو عن الانتخابات البرلمانية.

مريم: هاه يا جماعة هتنتخبوا مين؟

الأب: انتخابات ايه وزفت ايه؟ انت شايفة في حد عدل أصلاً عشان ننتخبه؟!

مريم: جايز مفيش حد عدل بس مسئوليتنا اننا نختار أحسن الوحشين على الأقل عشان نقدر نحاسبه بعد كدة.

الأم: تحاسبي مين يا روح أمك انت؟! حاسبي نفسك بس الأول على المواعين اللي قاعدة من الصبح في المطبخ مش هاين عليكي تقومي تغسليها.

الأب بعد أن نظر إلى زوجته نظرة استنكار: هتحاسبي مين يا مريم؟ مين هيقدر يحاسب عضو برلمان بعد ما آخد الحصانة ومحدش بقى قادر يكلمه هتحاسبيه إزاي أصلاً؟!

مريم: معرفش بس على الأقل ساعتها هبقى عارفة اني عملت اللي عليا ناحية البلد ومقصرتش هم اللي قصروا في واجباتهم، والبلد عمرها ما هتتغير غير بينا، لازم نبطل السلبية دي ونحاول نغير، مش نعد نندب حظنا ان البلد مش كويسة واحنا مبننعملش حاجة عشان تبقى كويسة.

مروان: بس والنبي يا ست المصلحة يا اللي هتصلحي الكون انت صلحي نفسك بس الأول.

مريم: مالها نفسي بقى يا اخويا ان شاء الله؟!

مصطفى: نفسك وحش في الأكل 😛

مريم: ابقى اقوم اطبخ لروحك يا عين ستك ووريني هتعمل ايه أصلاً؟!

الأب فضاً للمشاجرة الجانبية: خلاصة الكلام يعني انت عايزة ايه يا مريم؟

مروان: عايزة تصلح الكون بمفك 14

مريم: اتلم يلا

الأب: أسكت يا مروان محدش وجه لك الكلام. هاه يا مريم؟

مريم: عايزة ننزل ننتخب.

الأب: طيب عايزة تروحي روحي محدش مانعك، انما أنا وامك مش شايفين حد يستاهل صوتنا عشان نتعب نفسنا وننزل ننتخبه، واخواتك لسه ملهمش صوت أصلاً.

مريم: كفاية صوتهم اللي بيجعروا بيه ليل ونهار.

فنظرا لها شزراً ولم تعيرهم اهتماماً وأكملت حديثها موجهاً لأبوها: وحتى لو مش عاجبكم حد انزلوا ابطلوا صوتكم واكتبوا في الورقة ان مفيش حد عاجبكم ولا حد يستاهل على الأقل تبقوا وصلتوا صوتكم واللي فوق يعرفوا ان الدنيا خربانة تحت.

الأب: لا والله انت قلبك أبيض قوي، ده على أساس ان حد هيقرا الورق ولا هيهتم أصلاً انت هبلة ولا بتستهبلي؟

مريم وهي متوجهة إلى غرفتها: حاولوا تفكروا تاني ولو هتنزلوا ننزل بقى بكرة مع بعض.

الأب: أحلام سعيدة يا مريم بس ابقى اتغطي كويس يا حبيبتي عشان متشطحيش في أحلامك.

الأم: أغسلي المواعين قبل ما تدخلي تنامي.

الإعلان

يوميات بنوتة مصرية (2): أبلة نظيفة

   بينما كانت مريم تكنس الشقة ألقت نظرة على شقيقيها الجالسين أمام التلفاز وحولهما تتناثر الأكواب المتسخة وبقايا الطعام في الأطباق وحبات الفشار، وسمعت حوارهما ذاك:

  • الفيلم ده ممل على فكرة!
  • طب حول القناة!
  • هات الريموت طب.
  • هاته انت الريموت أقرب ليك!
  • أنا طلبت البيتزا!
  • وأنا اللي فتحت الباب للدليفري.
  • وأنا اللي جبت الفلوس من ماما!
  • عارف؟ الفيلم حلو مش ممل!
  • أنا بقول كدة برضه.

   وهنا ظهرت لهم مريم وهي تضرب بعصاة المقشة في الهواء؛ فقاموا فزعين من مكانهما، وهي تصرخ فيهم قائلة: وحياة أبوك انت وهو؟! بتتعازموا على ريموت بينكم  وبينه مدة دراعكم يا بروتات يا معفنين! قوم ياد منك ليه من هنا عايزة انضف المزبلة اللي انتم عاملينها دي، جتكم نيلة لا منكم ولا كفاية شركم!

   وجاءت أمها على صوت صراخها تؤنبها: في بنت محترمة تعلي صوتها على أخواتها الولاد بالمنظر ده؟!

  • وهو في بني آدمين محترمين من أساسه يعملوا المزبلة اللي هم عاملينها دي؟!
  • بيتسلوا مش تعبوا طول السنة في المذاكرة، حقهم يرتاحوا شوية.
  • والله العظيم؟ وأنا مكنتش برتاح ليه؟! ولا مذاكرتهم تفرق عن مذاكرتي!
  • انت بنت ولازم تتعلمي شغل البيت.
  • وهم لازم يتعلموا الأنتخة واستعباد الستات مش كدة؟!
  • بطلي لماضة يا بت وخلصي اللي وراكي مش هنعد طول النهار في المناقرة بتاعتك دي عايزين نخلص قبل أبوكي ما يرجع من الشغل.
  • غور ياد منك ليه من هنا عايزة أخلص وخدوا زبالتكم دي في ايدكم جتكم القرف.

    وبعد أن أنهت مريم تنظيف المنزل كانت متوجهة إلى الحمام وهي تحدث نفسها: يااااااااااه أخيراً خلصت من القرف ده، مفيش أحسن من دش ساقع كدة الواحد يرتاح فيه.

  وما ان أنهت حديثها الذاتي حتى وجدت أخيها “مروان” متوجهاً إلى الحمام أيضاً من الجهة المقابلة؛ فأسرعت نحو الحمام وأسرع هو الآخر وقبضوا على مقبض الباب في نفس الوقت؛ فصرخت مريم: صرصااار صرصااااار.

  • فين فين؟
  • على المراية أهو صرصار كبير.

 وما إن نظر إلى المرآة حتى دلفت هي إلى الحمام وأغلقت الباب بينما لم يرى هو سوى انعكاسه في المرآة: هاااه شفت الصرصار؟!

  • طيب أنا هوريكي.

  واتجه “مروان” إلى محبس المياة وأغلقه بينما هي كانت تستحم.

 مريم من داخل الحمام: ماما مامااااااااااااااا

مروان: ايه خير في حاجة؟!

  • انت قفلت محبس المية؟!
  • اممممم مش عارف جايز.
  • انت هتستهبل يلا؟! روح افتح المحبس.
  • اطلعي وانا أفتحه.
  • انت عبيط ولا بتستعبط؟! اطلع ازاي أنا دلوقتي؟!
  • هفتحه دقيقة واحدة ان مكنتيش بره الحمام هقفله تاني.

    وفتح “مروان” المحبس وفي خلال دقيقة كانت “مريم” خارج الحمام.

  • والله العظيم لاقول لبابا لما يرجع.
  • قوليله مش هيعملي حاجة ع فكرة وامشي بقى من هنا عشان عايز استجم.

وعندما جاء أبوهم من عمله أسرعت مريم اليه لتشتكي له: الحقني يا بابا طلعوا عيني النهاردة وسخوا الدنيا واعدت انضف وراهم ودخلت استحمى مروان قفل عليا المية وخلاني طلعت في ثواني ملحقتش استحمى، وماما تقولي اخواتك الولاد متعليش صوتك عليهم واللي هم عايزينه يعملوه هم الرجالة يرضيك كدة يا بابا؟

  • لا يا حبيبتي ما يرضنيش طبعاً متزعليش دول عيال شمحطية انت عروسة بابا الحلوة، يلا بقى اعمليلي كوباية شاي على ما أغير هدومي عشان أوزن دماغي وأنا بتفرج على الماتش.

فتحت مريم فمها في نظرة استنكارية، بينما تركها أبوها متوجهاً لغرفته؛ فحركت رأسها في أسى قائلة: مفيش فايدة!

يوميات بنوتة مصرية (1): بداية الرحلة

    مريم بغرفتها تجلس على فراشها، ممسكة باللاب توب الخاص بها، لا يظهر منها سوى عينيها، وتتصفح صفحتها على الفيس بوك التي أنشأتها باسم “حلي مشاكلك وواجهي العالم”، وتحاول فيها عرض المشاكل التي تواجه بنات جيلها وايجاد حلول لها، كانت منهمكة في قراءة أحد المشاكل المرسلة على الصفحة، تشكو مرسلتها من قلة خطابها وعدم حصولها على العريس المناسب وهي في الثالثة والعشرين من عمرها وخوفها من أن تظل بلا زواج، وكان ردها عليها:

    طالما احنا البنات بنفكر بنفس الأسلوب، ان الهدف الوحيد في حياتنا هو ضل راجل ولا ضل حيطة، مع ان الحيطة ممكن تحمينا من الشمس والعواصف وتضلل وتستر علينا، والراجل ممكن يقطم ضهرنا ويكسر نفسنا، وساعتها تبقى الحيطة أفيد منه مية مرة، بس احنا برضه مصممين نتضلل بيه، ومهما اتعلمنا ودرسنا واتثقفنا بنرجع تاني ندور على سي السيد اللي يقهرنا عشان نرضي المجتمع بدل ما نغيره، حبيبتي احنا اللي بنخلي الناس تبصلنا وحش أو تبصلنا كويس.

    طول ما أنت شايفة انك ناقصة عشان لسة متجوزتيش الناس هتشوفك ناقصة، لكن لو اقتنعتي من جواكي ان الجواز ده قسمة ونصيب مش بايد حد وان بيه أو من غيره انت احسن واحدة في الدنيا عشان انت هي انت مش عشان انت مرات فلان ولا علان، ساعتها الناس كمان هتشوفك كدة!

   وفي هذه اللحظة دخلت أمها  الغرفة: أنت يا زفتة سيبي الهباب اللي انت قاعدة عليه ليل ونهار ده وقومي شوفي شغل البيت، أنا عارفة الناس ازاي بتأمنلك وتبعتلك مشاكلها أصلاً هو أنت عارفة تحلي مشاكلك لما تحلي مشاكل غيرك؟!

  • أنا مشكلتي مع المجتمع وعشان احلها لازم اغير المجتمع المتعفن ده.
  • أهو ده اللي انت فالحة فيه، خليكي ورا البنات دول كمان لما تعنسيهم جنبك!
  • ايه أعنسهم جنبي دي؟! ده أنا مكملتش الخمسة وعشرين سنة حتى وبعدين كل واحد بياخد نصيبه المهم ياخده وهو مبسوط بيه مش يخسر سعادته وراحة باله عشانه!
  • قومي يا بت شوفي شغل البيت بدل ما أكسر الهباب ده على دماغك ما هو مفيش حاجة بوظت لك دماغك غيره!

مسلسلات رمضان بين زيادة الكم وقلة المضمون

تحقيق: سارة الليثي


مع زيادة القنوات الفضائية المتاحة لعرض المسلسلات والإنتاج الفنى وأيضاً ظهور القنوات المتخصصة فى المسلسلات التلفزيونية زاد عدد المسلسلات بكميات هائلة مع إصرار دائم من المنتجين والفنانين لعرض هذه الأعمال فى رمضان دون غيره من الشهور وإزدحام هذا الشهر بالعديد من المسلسلات مما يفقد هذا الشهر الكريم روحانيته ولا يترك وقتاً للعبادة والصلاة فيه بل ويقطع عادات التزاور وصلة الرحم فى هذا الشهر، حتى يكاد ان نقول انه لا يوجد مسلسل يكرر على قناة اخرى من شدة كثرة المسلسلات، ومع نهاية شهر رمضان أردنا أن نلقي الضوء على مدى تعلق الجمهور بمسلسلات رمضان، وما هى رؤيتهم لها؟ وهل تحوى مضامين جادة تعمل على رقى المجتمع والدراما التليفزيونية المصرية أم أنها مجرد ملء فراغ وإثبات وجود فى شهر رمضان فقط لا غير؟، وللإجابة على هذه التساؤلات كان لنا هذا التحقيق: “

 

 

 

 

 

 

 

  • الجمهور: هذا الكم الهائل يؤثر على روحانيات الشهر الكريم.
  • أساتذة الإعلام: لابد أن ترقى الدراما بذوق وقيم الجمهور.

 

 

 

 

رأي الجمهور

  • تقول “تيسير مصطفى شوقي” طالبة جامعية: لا أتابع كل المسلسلات التى تعرض فى شهر رمضان وأكتفى بمسلسل أو أثنين، لأنني أشعر بالملل وأنا أتابع هذا الكم الرهيب من المسلسلات، وأختار المسلسلات غير المكررة ذات القصة المميزة والقضية الجادة لأتابعها.
  • وتضيف “راندا محمد” ربة منزل: أتابع بعض مسلسلات رمضان لأرى ما يدور حولي من مشكلات اجتماعية تملأ البلد وكيف نحلها وأخذ العبرة من هذه المسلسلات ولكن أضرار هذه المسلسلات أكثر بكثير من فوائدها، فهى تؤثر على روحانيات الشهرالكريم وتؤثر بالسلب على شبابنا كما أن كم هذه المسلسلات مبالغ فيه جداً بدون داعى.
  • بينما يقول ” محمد خالد” طالب بكلية الهندسة: أنه نادراً ما يتابع مسلسلات رمضان ويختار المسلسل الذى يتابعه حسب مضمونه الهادف وذلك لكى يسلى وقت فراغه فقط وهو يرى أن زيادة الكم فى المسلسلات شئ جيد حيث يتيح خيارات عدة أمام المشاهد فإذا لم يروقه مسلسل يجد بديلاً عنه على قناة أخرى، ويرى أن مضامين هذه المسلسلات عادة تكون جيدة.
  • بينما يرى “عبد الرحمن محمد” طالب بكلية التجارة: أن كم المسلسلات الرمضانية مناسب لتعدد خيارات المشاهدين، كما يرى أن مضمون هذه المسلسلات عادة يكون جيد إلى حد ما، وعن نفسه فهو يجب متابعة هذه المسلسلات للتسلية وملء وقت الفراغ.
  • وتضيف “تقى ممدوح” طالبة جامعية: أنها تحب متابعة بعض المسلسلات الرمضانية الجيدة التى تجذبها، وذلك لأنها تحب تقمص شخصية البطلة فى المسلسل، ولكنها ترى أن مسلسلات رمضان أصبحت كثيرة زيادة عن اللزوم وأصبحت بعض القصص متشابهة فليست كل المضامين جيدة.
  • بينما تؤكد “أمل محمد” موظفة بالجامعة أنها ترى أن معظم هذه المسلسلات غير هادفة وبها تهريج وكلام فاضى كثير وكمها كبير دون داعى وإن كان بها بعض القصص الواقعية وهى تتابع بعض المسلسلات التى تشعر بأهميتها ويسمح وقتها بمتابعتها.
  • وتقول “خلود عبد القادر” معيدة آثار إسلامية بكلية الأداب: أنها تتابع مسلسلين فقط عادة للتسلية، وترى أن هذا الكم الهائل لابد أن يقل فى شهر رمضان حتى لا يفقد روحانيته خاصة وأن بعض هذه المسلسلات ليس لها مضمون ذا قيمة.

 

 

رأى الإعلام

 

  • تقول الأستاذة ” حنان موسى ” مدرس بقسم الإعلام آداب أسيوط: بالنسبة لكم المسلسلات الكبير الذى يعرض فى شهر رمضان الكريم أرى أنه يعد من باب تعطيل الأذهان والعقول ومحاولة من القائمين على العرض التلفزيوني ملء الفراغ الوقتى لدى الجمهور لعدم تمكنهم من التفرغ للعبادة والصلاة وكل الطقوس الدينية التى يجب القيام بها خلال شهر رمضان الكريم الذى أنزل فيه القرآن، أما بالنسبة لمدى أهمية هذه المسلسلات فمعظم هذه المسلسلات غير هادفة وتدعو إلى الملل وتؤدى بالشباب إلى الانحدار فى القيم.

وتتوجه إلى القائمين على هذا التضارب الإعلامى الذى يعرض فى رمضان بضرورة المحاولة أن تقوم هذه الدراما التلفزيونية برفع وعى الشباب وأن تكون من أهم أهداف هذه الدراما هو الارتفاع بذوق وقيم الشباب خاصة والجمهور بوجه عام.

  • وتضيف الأستاذة ” يمنى محمد عاطف” مدرس إذاعة وتلفزيون بجامعة أسيوط: أن كم المسلسلات الرمضانية كبير جداً ويتم إنفاق ما يزيد على المليار جنية سنوياً على تلك المسلسلات، وهناك أوجه عديدة أخرى تستحق الإنفاق، ففي الماضي كان يعرض مسلسلين فقط في رمضان مما يسمح بوجود معروضات أخرى كالفوازير والبرامج المختلفة والمسلسلات الدينية التي أختفت تقريباً في الوقت الحالي، وكذلك برامج الأطفال التى نشأنا عليها مثل بوجي وطمطم، أما الآن فهذا الكم الهائل من المسلسلات لا يتيح مشاهدتها كلها فى رمضان ففى النهاية يتابع المشاهد مسلسلين أو ثلاثة ويتابع الباقى بعد رمضان.

 وقد أفقد هذا الكم الهائل من المسلسلات الجو الروحانى للشهر الكريم أما بالنسبة لمضمون تلك المسلسلات فلا يوجد تنوع فيها وتتشابه كثيراً، ويجب إضافة مسلسلات دينية وتاريخية بدلاً من هذا الكم الهائل للمسلسلات الاجتماعية والعديد منها لا يعالج قضايا جادة ذات قيمة. كما ظهرت جرأة كبيرة وألفاظ خارجة عديدة فى هذه المسلسلات وأيضاً جرأة فى الملابس النسائية وعدم مراعاة حرمة الشهر الكريم، أما من الناحية التقنية فى الإخراج والتصوير والصوت فقد تطورت للأفضل وإن كنا لا نزال نعتمد فى الكثير من الأعمال على المخرجين السوريين.