مريم مرتدية ملابس الخروج وتقف عند باب الشقة، وممسكة علم مصر بيدها: سلام يا جماعة حد عايز مني حاجة؟ أنا نازلة الانتخابات.
الأم: خدي بالك من نفسك يا حبيبتي.
مروان: ارجعي بعريس من هناك ولا حاجة خلينا نخلص منك وأخد أوضتك بقى.
مريم: غور ياض من هنا.
……………………….
مريم في لجنة الانتخابات تقدم بطاقتها للمشرف الذي يبحث عن اسمها في السجلات، ثم ينظر لها قائلاً: لا والله حضرتك اسمك مش متسجل هنا.
- إزاي يعني أنا انتخبت في اللجنة دي المرة اللي فاتت!
- معلش يا بنتي أصل في ناس لجانهم اتغيرت.
- وأنا أعرف لجنتي منين دلوقتي؟
- في موظف على الباب برة معاه لاب توب بيطلع للناس مكان اللجان بتاعتهم.
توجهت “مريم” إلى البوابة ووقفت في طابور حتى وصلت إلى ذلك الموظف وأعطت له بطاقتها الشخصية: لو سمحت شوف لي لجنتي فين؟
بحث الموظف قليلاً ثم رفع رأسه ليخبرها: لجنتك في مدرسة صفط اللبن يا افندم.
- افندم؟ شفط اللبن؟ مين اللي شفطه؟
- انت هتهزري حضرتك؟ بقولك صفط اللبن!
بلعت مريم ريقها بصعوبة وسألته: معلش يا افندم بس فين دي؟
- في صفط اللبن يعني هتكون فين؟!
- ايوة صفط اللبن دي اللي هي فين؟
- بعد بولاق الدكرور كدة.
- وأنا ايه اللي وداني هناك؟!
- وأنا ايش عرفني متروحي تسأليهم؟
- أسأل مين؟
- اللي بيوزعوا الأسامي على اللجان، واتفضلي بقى عايزين نشوف شغلنا.
- طب معلش سؤال آخير يتراح لها ازاي دي؟
- اركبي اتوبيس لهناك أحسن حاجة.
- اتوبيس، وصفط اللبن لا حول ولا قوة إلا بالله.
وخرجت مريم وهي متردده إذا ما كانت تذهب أم لا، ثم حدثت نفسها قائلة: مصر بتناديكي يا مريم مينفعش تتأخري عليها ايه يعني مشوار لحد صفط اللبن حتى تشوفي أماكن جديدة وناس جديدة ايه المشكلة؟!
ركبت مريم الاتوبيس متوجهة إلى صفط اللبن وشعرت بالرغبة في القيء وهي تنحشر بين الركاب مع اختلاط روائح العرق التي تزكم أنفها، وعند أحد المحطات وجدت تدافعاً من الركاب اتى بها من أول الأتوبيس إلى آخره وهي تصرخ: يا جماعة أنا مش نازلة هنا يا جماعة بالراحة طب.
لتفوجئ بنفسها وقد قذف بها من الأتوبيس لتقع على الأرض، وحاولت النهوض وهي تصبر نفسها وتثبت من عزمها لتذهب للإدلاء بصوتها قائلة: خلاص يا مريم مفاضلش حاجة مينفعش بعد كل ده تتراجعي هيحصلك ايه أسوأ من اللي حصل يعني خلاص ناخد أتوبيس تاني وهنوصل بسرعة ان شاء الله هانت.
سارة الليثي 