يوميات بنوتة مصرية (21): قمطة الخدامين

 في منزل ملك (خالة مريم) هي وزوجها في غرفتهم يتشاجرون:

ملك: أنت هتفضل لحد امتى عينك زايغة وميملاش عينك غير التراب.

أحمد: وهو أنا كنت لاقيت التراب حتى عشان املا بيه عيني!

ملك: انت انسان لا تطاق وانا مبقتش قادرة استحمل الحياة دي معاك، دي مبقتش عيشة دي!

   تتوجه ملك نحو الباب لتخرج من الغرفة؛ فتعلق ملابسها بمقبض الباب، وتظن ان هو من أمسك بها.

ملك: لو سمحت سيبني أنا مش عايزة اتكلم معاك ولا أشوفك دلوقتي…. أنا قلت سيبني يعني تسيبني!

   تلتفت ملك للخلف مستعدة لتنهر زوجها فتجده مستغرقاً في الضحك على مظهرها وهو جالس على طرف الفراش، بينما أطراف ملابسها عالقة بمقبض الباب؛ فتستشيط غضباً أكثر لشعورها بالحرج وتخرج من الغرفة بعد أن تصفق الباب خلفها.

……………………………………………….

في منزل مريم تجلس خالتها مع أمها تشكي لها من زوجها:

ملك: أنا زهقت خلاص يا أبلة مبقتش قادرة استحمل، على طول مش قاعد في البيت وبيخرج مع صحابه طول الليل ويرجع على النوم بس ميبصش في وشي حتى ولا يقولي كلمة عدلة، ولو قعد في البيت يا يعد يتفرج ع التلفزيون أو يتشات مع البنات على الفيس بوك طول الوقت يا يفضل واقف في البلكونة يتفرج على البنات الرايحة واللي جاية.

مروة: اهدي بس يا حبيبتي انت ايش عرفك بس انه بيتشات مع بنات ولا بيقف يتفرج على البنات انت عايزة تنكدي على نفسك وخلاص؟!

  • يا أبلة الحجات دي بتتحس وبتبان أي واحدة هتقدر تعرف إذا كان جوزها مهتم بيها ولا لا وبيفكر في غيرها ولا لا.
  • طب استهدي بالله بس واخزي الشيطان وكبري دماغك مفيش حاجة تستاهل وحافظي على بيتك.
  • يعني ايه يعني، يعني أبقى عارفة ان جوزي بيخوني وأسكت؟!
  • لا متسكتيش طبعاً بس لما تبقي تعرفي الأول مش هتخربي بيتك علشان انت حاسة انه بيخونك!

   تدخل “مريم” عليهم بعد أن كانت قد استمعت لحديثهم وعرفت ما يدور بينهم:

  مريم: يعني أنا راضية ذمتك وضميرك يا خالتي ده منظر تعدي قدامه بيه ليل ونهار ومش عايزاه يبص بره؟!

  مروة: انت قاعدة بتتصنتي علينا يا قليلة الأدب؟!

  • أنا مش محتاجة اتصنت عليكم عشان اعرف انتم بتقولوا ايه انتم صوتكم جايب آخر الشقة أصلاً.

ملك: وماله يعني منظري يا ست مريم مش عاجبك في ايه ان شاء الله؟!

 تجذب مريم ملك من ذراعها نحو المرآة وبيدها احدى صورها القديمة في بداية زواجها.

مريم: أنا مش هتكلم بس شوفي انت الفرق بعنيكي هو اتجوز اللي في الصورة دي بس بقدرة قادر بقت دي اللي بيصطبح وبيتمسى بيها، وبيطلع الشارع يشوف بنات متزوقين وعلى سنجة عشرة متوقعة رد فعله هيكون ايه يعني؟!

  ملك: ما كل الستات المتجوزين بيتغيروا بعد الجواز والخلفة والعيال ويعني هو اللي متغيرش ما هو كمان طخن وكرش.

  • الرجالة مبيشوفوش روحهم، وأصلاً مهما طخنوا وكرشوا بيفضل في ستات كتير مستعدين يقبلوا بيهم، انت مش عارفة نسبة العنوسة وصلت لحد ايه دلوقتي؟!
  • اه يعني انا المفروض طول الوقت اعد اهري وانكت في نفسي عشان ميبصش بره وعشان يتبسط هو ويروق مزاجه واتحرق انا بجاز وسخ وطظ في أعصابي وراحتي!
  • مين قال انك كدة هتتعبي وأعصابك هتتعب؟! بالعكس انت لما هتتزوقي وتهتمي بنفسك انت اللي نفسيتك هترتاح أكتر من أي حد تاني، يعني لما تبصي في المراية وتشوفي شعرك متوضب بتسريحة حلوة ولابسة فستان شيك وحاطة ميكب هتحبي نفسك أكتر ولا لما تبصي في المراية وتشوفي نفسك قامطة شعريتينك بايشارب ستي اللي انت لابساه ليل ونهار ده ووشك مغسول بالمية والصابون ولابسة جلبية معفنة طالع منها ريحة بصل وتوم وعرق؟!
  • وأنا أجيب منين وقت لده كله أصلاً؟!
  • ده كله مش محتاج أكتر من نص ساعة في اليوم ولا ساعة بالكتير أوي خصصيها لنفسك.
  • انت فاكرة الدنيا بمبي خالص، هو أنا لو لاقية الساعة ولا النص ساعة دي يعني كنت استخسرتها في نفسي؟! أودي العيال فين الوقت ده واسترخي ازاي وافضى لنفسي والبيت يضرب يقلب فوق دماغي؟!
  • لو نظمتي وقتك وكنت عايزة تعملي ده بجد هتلاقي الوقت!
  • حتى لو عملت ده وخلصت شغل البيت هفضى إزاي لنفسي من العيال ومذاكرتهم؟
  • يعني هم العيال دول المفروض يذاكروا 24 ساعة متواصل؟! ما هم كمان ياخدوا راحة الوقت ده وينزلوا يلعبوا مع أي حد من ولاد الجيران!
  • تصدقي كلامك مقنع فعلاً!

مريم بزهو وهي تنظر إلى أمها: بس اللي يقدر بس.

مروة: أيوة يا اختي انفخيها علينا بقى ما احنا ناقصين لسة طولة لسانها ده هم بقين حامضين بيتقالوا في كل مكان مجبتيش الديب من ديله يعني يا أم العريف!

مريم: بيتقالوا في كل مكان أه بس المهم اللي يعمل بيهم!

ملك: طب أنا أعمل ايه دلوقتي يعني؟!

مريم تنظر إليها في تمعن: بيتهيألي احنا المفروض نروح نعملك عمرة في أي بيوتي سنتر عشان ترجعي على نضافة كدة.

  • وده امتى ده؟!
  • دلوقتي يلا كدة في حموتها.
  • دلوقتي ايه وأسيب العيال فين؟!
  • تسيبي العيال فين يعني ايه ما هم قاعدين هنا أهو هنسيبهم مع ماما وننزل.

مروة: انت بتدبسيني يا بت؟!

مريم: مش أختك دي مستخسرة فيها خدمة صغنونة زي دي!

غوري يا لمضة ما أنا ميجليش من وراكي غير وجع الدماغ.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s