لـ/ غادة عبد العال
يااااااه يا غادة قولتي كل اللي بهاتي فيه طول عمري والله، مع إني كنت شبه هقفل من الكتاب بسبب المقدمة المليانة بالأخطاء التاريخية عن سبب ظهور تعبير مقصوفة الرقبة، اللي معرفش الحقيقة إذا كانت دي قصة منتشرة فعلاً ولا الكاتبة اخترعتها من خيالها إلا إن المؤكد إن القصة دي مش حقيقية لعدة أسباب منها إن الإمبراطورة “أوجيني” مكنتش مرات “نابليون بونابرت” اللي قاد الحملة الفرنسية على مصر اللي مكنتش اتولدت هي وقتها أصلاً لأنها مرات “نابليون الثالث” اللي عاصر حكمه في فرنسا حكم الخديوي إسماعيل في مصر اللي عزمهم على افتتاح قناة السويس ومن الشائعات اللي دارت في الوقت ده إن في علاقة غرامية بين الخديوي إسماعيل والإمبراطورة أوجيني.
الخطأ الثاني أن “زينب” المصرية مرتبطتش بالقائد “نابليون بونابرت” وإنما بالجنرال “مينو” اللي اعلن إسلامه وسمى نفسه “عبد الله” واتجوز مصرية واللي كان اسمها “زينب” في محاولة منه للتقرب من المصريين، وعشان كدة اتجوزها بعد ما أعلن إسلامه مش أخدها عشيقة زي ما مكتوب في المقدمة، على الرغم من إن الهدف من قصة المقدمة هو بس توضيح فرق التعامل مع أخطاء الرجل وأخطاء المرأة، إلا إن الموضوع بيمس حقائق تاريخية مينفعش نزيفها عشان نثبت وجهة نظر معينة.
بسبب المقدمة المغلوطة دي أنا كنت هقفل من الكتاب كله ومكملوش بناء على انه بيحور الحقايق عشان يثبت وجهة نظر معينة، حتى لو كنت بتفق معاها مقبلش ان الطريق ليها يكون طريق ملتوي قايم على التحوير، لكن لعلة فيا واني مبقدرش ابدأ في حاجة ومكملهاش للآخر، كملت الكتاب، وبصراحة رغم سقطة المقدمة إلا إن باقي الكتاب كله حقيقي وواقعي ومفيهوش أي تجني أو تحوير للحقايق، إزاي المجتمع بيحبط أي محاولة لأي أنثى من إنها تخرج عن الخط المرسوم لها وتحقق أي إنجاز غير إنها تتجوز وتخلف.
عن تفرقة الأهل في المعاملة ما بين الولد والبنت واعتبارها ضيفة في البيت طول الوقت بيحضروها لليوم اللي هتمشي فيه من البيت عشان تروح بيتها هي في حين ان محدش بيجيب سيرة ان الولد هيبقاله بيت تاني ولا حد بيحضره لمستقبله مع البيت التاني ده والمفروض يعمل فيه ايه؟ هو بيعيش حياته لنفسه وبس وهي مطلوب منها تفكر في كل الناس اللي حواليها قبل ما تتنفس أي نفس أو تاخد أي خطوة في حياتها، هو بيتجهز عشان يبقى فلان الفلاني وهي بتتجهز عشان تبقى مرات فلان الفلاني، هو مهم هو مين وهي مش مهم هي مين المهم هتتجوز مين؟
عن الاحتياجات الجنسية اللي عيب أي بنت تعبر عنها وكأنها مش انسان من لحم ودم وله احتياجات، الراجل بس اللي من حقه يحتاج ويرغب في الجنس انما الست لا، الست في عرف المجتمع عليها تقبل اللي بيديهولها الراجل وقت ما يحب بالطريقة اللي تعجبه وهي مش من حقها تعترض بأي شكل أو تطالب بأي حقوق في الموضوع ده وإلا تبقى واحدة قليلة الأدب متربتش، عن ضغط المجتمع على الست انها تفضل عايشة مع جوزها مهما حصل ومها كان فيه من عيوب.
الست لازم تضحي عشان العيال ميعيشوش بين أب وأم مطلقين حتى لو كان التمن انهم يعيشوا بين أب وأم بيتخانقوا وصوتهم بيوصل لآخر الشارع كل يوم مش مهم المهم انهم قدام المجتمع مش مطلقين، لازم تضحي عشان عيليتها الناس يقولوا عليهم ايه لما بنتهم تطلق مش مهم تكون سعيدة ولا لا المهم الناس يكونوا راضيين عنهم، عن كمية التبريرات الدينية المغلوطة لتبرير تسلط الراجل على الست وإقناعهم إن ده مش ظلم من المجتمع ليهم إنما دي أوامر ربنا.
عن إختياراتنا الغلط اللي بنختار بيها شركاء حياتنا بس عشان نرضي المجتمع مش عشان احنا محتاجين ايه أو مش محتاجين ايه والشخص ده مناسب لينا ولا لا، وعن السبب الحقيقي في استمرار المأساة عبر العصور، وهي احنا –أيوة احنا كستات- اللي بنربي عيالنا ولاد وبنات على نفس اللي اتربينا عليه ومكناش راضيين بيه، بس لما بيجي دورنا مبنعرفش نعمل غيره ومبنحاولش نغيره، بنمارس نفس الظلم على بناتنا، وبنربي ولادنا على نفس التسلط في معاملة الاناث وانهم أفضل منهم لمجرد انهم اتخلقوا قدراً ذكور.
وتستمر فصول المأساة لحد ما تيجي واحدة وتقطع الشريط وتقرر تفتتح سبيل التغيير، ملاحظة: الكتاب بالعامية فمكنش ينفع أكتب مراجعة ليه بالفصحى!