غناء على العود لـ إيمان صالح دقائق مع الفن الجميل
المصدر: غناء على العود لإيمان صالح
غناء على العود لـ إيمان صالح دقائق مع الفن الجميل
المصدر: غناء على العود لإيمان صالح
التعريف بمدونتي الشخصية وأهدافها، يسعدني اطلاعكم عليها ومتابعتها من خلال زر المتابعة على المدونة وإبداء آرائكم في موضوعات المدونة المختلفة
#سارة_الليثي
مدونة تتعلق بكل ما يخص الأدب والثقافة والفن والحياة
المصدر: من أنا؟ About Us
هي كاتبتي المفضلة، تعرفت عليها عام 2011 حين أوصتني احدى صديقاتي بمتابعة صفحتها على الفيس بوك لأرائها وكتاباتها المميزة عن العلاقة بين الرجل والمرأة، ومن بعد قرأت لها رواية “الأسود يليق بك” وحازت على اعجابي بشكل منقطع النظير، وتواصلت متابعتي لكتاباتها.
وعلى الرغم من الانتقادات العديدة التي وجهت لها خاصة بعد صدور كتابها الأخير “عليك اللهفة” إلا ان هذا لا يمنع أنها كاتبة وروائية من الدرجة الأولى ربما لا تكون شاعرة ولكنها قاصة أكثر من رائعة تجيد استخدام الشخوص وحبكة الأحداث ورقي اللغة، كما أنها تجيد التعبير عن ما يختلج في الصدور وتسبر أغوار العلاقات وتفك تعقيداتها لتظهرها أمامك واضحة صريحة لتضع يدك على نقاط ضعفك وتتعرف على أسباب فشلك.
من يتهمونها أنها متحيزة للنساء وكارهة للرجال هم جد مخطئون، هي فقط تبرز الحقيقة المرة لأنانية الرجل وجشعه المستمر وخيانته الدائمة، وطبيعي أن يكرهوها لأنها تذكرهم بعيوبهم وواقعهم المر محاولة أن يستوعبوا ذلك فيتجهوا لإصلاح ذاتهم بدلاً من تسليط كل قواهم ضدها للتقليل من شأنها فقط!
أعشقها، لا أعلم متى وكيف ولماذا؟ ربما قد أكون ولدت بحبها! أحببت شخصيتها وبرائتها وموهبتها، قد تكون هي أول من أرشدني إلى مجال الكتابة، أن بامكاني أن أكون امرأة ومع ذلك أحقق نجاحاً ومكانة جديرة بالاحترام.
قرأت عنها ولها كثيراً، وكيف أنها أمضت عمرها تعطي بلا حساب، كيف أحبت وأخلصت في حبها على بعد المسافات، أمضت عشرون عاماً من عمرها تحب شخصاً لم تقابله شخصياً ولم تره وجهاً لوجه “جبران خليل جبران” ولو لمرة واحدة في حياتها، أحب كل منهما الآخر رغم بعد المسافات، تراسلا عبر الخطابات بينما كانت في القاهرة وهو بأمريكا، وعندما توفي أصيبت بأزمة نفسية حادة حتى لحقت به.
عندما كنت في المرحلة الثانوية كنت أتمنى أن أصنع مسلسلاً تليفزيونياً عن حياة “مي زيادة” وأن أجسد دورها على الشاشة، وكانت أكبر مشكلة تواجه أحلامي الخيالية تلك هو كيف أقوم بذلك الدور مع ارتدائي الحجاب وهي مسيحية –وكأنني بارعة في التمثيل وهذه هي المشكلة الوحيدة التي تقف عقبة في طريق تحقيق أحلامي تلك- وكنت أتخيل حلول عديدة لهذه المشكلة كارتداء القبعات الكلاسيكية التي كانت موضة رائجة في ذلك العصر مع عدم اظهار شعري، وإلى الآن أتمنى أن أكتب يوماً سيناريو عن حياتها وبالأخص قصة حبها العظيمة مع “جبران خليل جبران” فكم سيكون رائعاً لو خلدت في فيلم سينمائي.
عندما وعيت للعالم من حولي تزوجت خالتي “غادة” وانتقلت مع زوجها إلى الكويت، لم أتمكن من قضاء وقت كبير معها خلال سنوات طفولتي ومراهقتي، لم أتعرف عليها جيداً، جل ما كنت أعرفه عنها خلال أسبوعي الأجازة السنوية التي تقضيها أنها خالتي –الدلوعة الشيك- التي تأتي محملة بالهدايا كل عام!
كانت أمي تعلق كثيراً على تصرفاتي وطباعي أنها تشبه خالتي؛ فأنا التحق بدورات تدريبية كثيرة لأتعلم أشياء كثيرة ولا أستكملها للنهاية كخالتي، أحب القراءة وامتلاك الكتب العديدة كخالتي، لمضة ولساني طويل كخالتي، كسولة في الأعمال المنزلية كخالتي، وهكذا كنت أنال العديد من تعليقات أمي بتشابهي مع خالتي ولكني لم ألمس فعلياً حقيقة هذا التشابه حتى وقت قريب.
ففي الفترة الماضية المصاحبة لمرض جدتي كثرت زيارات خالتي للقاهرة، وأصبحنا نمكث أوقاتاً طويلة معاً لأكتشف حقيقة كل ما كانت تقوله أمي، فبالفعل نحن نتشابه في الكثير من العادات والطبائع، نحب الجلوس في تجمع العائلة لننفصل وحدنا مع كتاب أو موبايل، نحب الخروج والتنزه وزيارة أماكن جديدة، نعشق التقاط الصور في كل مكان، نعشق الكسل وعدم القيام بأي من الأعمال المنزلية على الرغم من مهارتنا فيها إذا ما أردنا، ثرثارتين إلى أقصى درجة ونعشق الحكي بأدق التفاصيل، نهتم بمظهرنا وجمالنا ونحب الملابس والفاشون، حتى هوسي بالكتابة أكتشفت أن لديها نفس الهوس حتى وإن أحترفت مجالاً غيره.
في النهاية أكتشفت أنني أشبه خالتي –الوحيدة التي لم تنجب فتيات في العائلة- أكثر مما أشبه أمي!
انتهى عام 2015 لنبدأ صفحة جديدة مع عام جديد نأمل فيه بالمزيد، نأمل أن يكون نهاية لأحزاننا وبداية لأفراحنا، أن نحقق فيه أحلامنا وطموحاتنا ونتخلص فيه من اخفاقاتنا وعثراتنا، أن يكون بداية صفحة جديدة لعلاقاتنا مع الله والناس؛ فنتقرب إليه بالطاعات وحسن الخلق مع الناس فالدين معاملة ولا فائدة من عبادة مع سوء خلق فالله قد يسامح في حقه ولكن لا يسامح في حقوق العباد.
وفي نهاية العام لابد أن نقف محاسبين أنفسنا على ما حققناه طوال العام وأسباب تعثرنا في ما لم نستطع انجازه حتى نتجنب ذلك في العام الجديد، لابد أن يضع كل منا أهداف نصب عينيه لما يود تحقيقه خلال العام القادم والوسائل التي ستساعده على الوصول لأهدافه تلك.
بالنسبة لي كان عام 2015 عاماً جيداً وحافلاً مقارنة بالأعوام السابقة؛ فقد تخلصت فيه -إلى حد ما- من عزلتي واحباطي الذي صاحب تخرجي وعدم قدرتي على استكمال دراساتي العليا في بلدتي وعدم وجود فرص عمل، فبدأت أنمي حصيلتي العلمية والأدبية بحضور دورات تدريبية في مجالات مختلفة وفعاليات متنوعة، وساعدني ذلك في تنمية علاقاتي الإجتماعية والتعرف على أشخاص جدد وكذلك تقوية علاقاتي بأصدقائي القدامى.
وعلى الصعيد المهني شاركت بالعمل الصحفي في عدة مواقع وصحف اليكترونية أفخر بالكتابة فيها: مصر الآن وجريدة باختصار والطبعة الأولى واليوم وفرسان الميدان ومحامي الأمة، ونشر لي العديد من المقالات والكتابات الأدبية بصحف آخرى كـ: الدستور والأسايطة وعرب ميرور.
وأراد الله عز وجل أن يكون ختام العام مسكاً علي فقد كنت قد اشتركت في مسابقة للقصة القصيرة نظمتها مكتبات ألف آواخر العام الماضي، وتأخر اعلان نتيجة المسابقة طويلاً حتى يأست وظننت أنني لم أفز ولذلك لم تصلني أي رسالة بخصوص المسابقة، ولكنني فوجئت منذ يومين برسالة على بريدي الإلكتروني تخبرني أنني فزت بالمسابقة وأن قصتي ستنشر في كتاب جماعي لـ14 قاصاً فازوا في المسابقة، وسيكون الكتاب متوفراً بمعرض الكتاب القادم.
كانت فرحتي لا توصف لهذا الخبر، أدركت حينها عملياً أن الله يكافأ الصابرين ومن يسعون حثيثاً لتحقيق أحلامهم والوصول إلى أهدافهم وأن مجهودنا لا يضيع عند الله، ولكن كل بميعاده.
أهدافي في 2016:
أرى أن المنشور المكرر على يوميات الكثيرين عن أن أهدافهم تتمثل في أهداف العام الماضي التي فشلوا في تحقيقها في العام الأسبق والتي هي بالأصل أهداف العام الذي يسبقه معبراً تماماً عن حالي، فعلى الرغم من أنني أنجزت الكثير هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، ولكن أهدافي التي كنت أضعها أمامي قبل تخرجي من الجامعة على أمل أنني سوف أحققها فور تخرجي لم أحقق شيئاً منها للآن!
عندما كنت طالبة بالفرقة النهائية بالجامعة كنت آمل انني في غضون خمس سنوات من التخرج سوف أحصل على الدكتوراه وهاهم الخمس سنوات لم يتبقى منهم سوى عدة شهور ولم أدرس السنة التمهيدية للماجستير بعد، ولذا آمل خلال هذا العام أن أبدأ في دراستي العليا إن شاء الله.
وأنوي هذا العام الإنتهاء من كتابي الأول بإذن الله لنبدأ رحلة البحث عن دار نشر وليكن الله في العون من المصاعب التي سمعت بها عن النشر الورقي.
سأزيد من حضوري للفعاليات والورش الأدبية والصحفية خلال العام القادم بمشيئة الله؛ ليكون ذلك عوناً لي على صقل قدراتي في الكتابة والسير قدماً في مسيرتي المهنية.
سأستقبل العام القادم بابتسامة وكلي أمل وثقة أن ربي معي سيوفقني في طريقى وسيهديني للصواب وسيعوضني بأحسن مما أتمناه وسيرزقني بأشخاص رائعين في حياتي ليكونوا خير عون لي في تحقيق أحلامي ويقوون من عزيمتي، وآآمل من الله أن يكون العام الجديد فاتحة خير وسعادة لي ولكم جميعاً وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح لنا ولأمتنا في الدنيا والآخرة.
إذا كانت أمي هي من كانت تقرأ لي مجلات وقصص الأطفال في طفولتي فأبي هو من كان يشتري لي تلك المجلات، على الرغم من أنه كان لا يزال شاباً في مقتبل حياته المهنية إلا أنه كان يخصص جزءاً كبيراً من راتبه الشهري ليشتري لي كل مجلات الأطفال أسبوعياً، ما من إصدار للأطفال في تلك الفترة إلا واشتراه لي، فلدي مجلات علاء الدين وبلبل –اللتين بدأ إصدارهما في طفولتي- منذ أعدادهما الأولى، وظل الحال هكذا حتى سافرنا اليابان وأنا في العاشرة من عمري، وأيضاً قد خصص جزءاً من حمولتنا ليحمل لي في رحلتنا تلك بعض الأعداد القديمة لمجلاتي المفضلة حتى لا أفتقدها في غربتنا.
عندما كنت في الصف الثالث الثانوي أشتركت في مسابقة بحثية ساعدني فيها أبي كثيراً حتى حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية، وكان يساعدني في أبحاثي الجامعية بكتابتها لي على الكمبيوتر وطباعتها ليوفر لي الوقت للدراسة.
أبي يفخر بنجاحي وتفوقي دائماً ويتباهى بي على طلابه، وإن كان يتمنى أن أصل لذلك النجاح وأنا قابعة في المنزل، فلديه مشكلة شرقية صعيدية مع خروج البنات من بيوتهم.
ورثت عن أبي العديد من الصفات: حب العلم والتفوق والرغبة في النجاح وعشق الأطفال والعند وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر بالكلام وحتى حب الأفلام الهندي أكتشفت إن أبي كان يحبها ويتابعها في طفولته ولكنه نسيها لفترة حتى أعدته إليها مرة أخرى.
أمي هي أكثر شخص له فضل عليا في حياتي، على الرغم من عصبيتها واختلافنا في أغلب الآراء ووجهات النظر ورؤيتنا للحياة بوجه عام إلا إن أي شيء وصلت له في حياتي كانت هي السبب الرئيسي فيه، وأي شيء هوصله لسة فبرضه هيكون بسببها هي، هي اللي زرعت البذرة الأساسية جوايا اللي لولاها مكنتش هعمل أي حاجة في حياتي!
أمي هي السبب الرئيسي في حبي للقراءة، كانت بتقرأ لي من قبل ما اتولد حتى، كانت بتكلمني بصوت عالي وتقرأ لي كل اللي بتقرأه وأنا لسة في بطنها، وكملت ده معايا وأنا بيبي لحد ما ابتديت أفهم بقت تقرالي قصص الأطفال والمجلات وتحكيهالي بالأسلوب اللي أفهمه.
أمي هي السبب في تفوقي الدراسي طول مراحل الدراسة كانت بتذاكر لي كل المواد (بغض النظر عن الأسلوب)، حتى لما كنا في اليابان وكانت امتحانات السفارة كلها غش وكل العائلات اللي كانت معانا مكنتش بتهتم بدراسة عيالهم لانهم عارفين انهم هيدخلوا معاهم الامتحان ويجاوبوا لهم على الأسئلة من الكتب وهينجحوا وبمجاميع عالية كمان من غير ما يذاكروا حرف، إلا إن أمي كانت بتصمم اننا نذاكر –أنا وأخويا- كأننا في مصر بالظبط ونفهم كل المواد كويس ونحل الإمتحانات من غير غش، كنا الوحيدين اللي بننجح بمجهودنا فعلاً والوحيدين اللي متعبناش في الدراسة لما رجعنا مصر لإننا كنا ماشيين معاهم فعلاً وفاهمين كل اللي فات.
أمي هي أكتر شخص بيقف جنبي في حجات كتير (مش في كل حاجة عشان في حجات بتختلف معايا فيها)، أمي أكتر إنسان مصدق فيا ونفسها تشوفني حققت اللي أنا بحلم بيه (بس بطريقتها مش بطريقتي ودي أكتر نقطة بنختلف عليها).
أمي هي اللي ورثت عنها كتير من صفاتي وطباعي اللي بحبها والناس بتحبها فيها: طيبة القلب والتسامح والنظام والنظافة والإصرار والإرادة على اني أحقق اللي أنا عايزاه والثقة بالنفس.