يوميات بنوتة مصرية (2): أبلة نظيفة

   بينما كانت مريم تكنس الشقة ألقت نظرة على شقيقيها الجالسين أمام التلفاز وحولهما تتناثر الأكواب المتسخة وبقايا الطعام في الأطباق وحبات الفشار، وسمعت حوارهما ذاك:

  • الفيلم ده ممل على فكرة!
  • طب حول القناة!
  • هات الريموت طب.
  • هاته انت الريموت أقرب ليك!
  • أنا طلبت البيتزا!
  • وأنا اللي فتحت الباب للدليفري.
  • وأنا اللي جبت الفلوس من ماما!
  • عارف؟ الفيلم حلو مش ممل!
  • أنا بقول كدة برضه.

   وهنا ظهرت لهم مريم وهي تضرب بعصاة المقشة في الهواء؛ فقاموا فزعين من مكانهما، وهي تصرخ فيهم قائلة: وحياة أبوك انت وهو؟! بتتعازموا على ريموت بينكم  وبينه مدة دراعكم يا بروتات يا معفنين! قوم ياد منك ليه من هنا عايزة انضف المزبلة اللي انتم عاملينها دي، جتكم نيلة لا منكم ولا كفاية شركم!

   وجاءت أمها على صوت صراخها تؤنبها: في بنت محترمة تعلي صوتها على أخواتها الولاد بالمنظر ده؟!

  • وهو في بني آدمين محترمين من أساسه يعملوا المزبلة اللي هم عاملينها دي؟!
  • بيتسلوا مش تعبوا طول السنة في المذاكرة، حقهم يرتاحوا شوية.
  • والله العظيم؟ وأنا مكنتش برتاح ليه؟! ولا مذاكرتهم تفرق عن مذاكرتي!
  • انت بنت ولازم تتعلمي شغل البيت.
  • وهم لازم يتعلموا الأنتخة واستعباد الستات مش كدة؟!
  • بطلي لماضة يا بت وخلصي اللي وراكي مش هنعد طول النهار في المناقرة بتاعتك دي عايزين نخلص قبل أبوكي ما يرجع من الشغل.
  • غور ياد منك ليه من هنا عايزة أخلص وخدوا زبالتكم دي في ايدكم جتكم القرف.

    وبعد أن أنهت مريم تنظيف المنزل كانت متوجهة إلى الحمام وهي تحدث نفسها: يااااااااااه أخيراً خلصت من القرف ده، مفيش أحسن من دش ساقع كدة الواحد يرتاح فيه.

  وما ان أنهت حديثها الذاتي حتى وجدت أخيها “مروان” متوجهاً إلى الحمام أيضاً من الجهة المقابلة؛ فأسرعت نحو الحمام وأسرع هو الآخر وقبضوا على مقبض الباب في نفس الوقت؛ فصرخت مريم: صرصااار صرصااااار.

  • فين فين؟
  • على المراية أهو صرصار كبير.

 وما إن نظر إلى المرآة حتى دلفت هي إلى الحمام وأغلقت الباب بينما لم يرى هو سوى انعكاسه في المرآة: هاااه شفت الصرصار؟!

  • طيب أنا هوريكي.

  واتجه “مروان” إلى محبس المياة وأغلقه بينما هي كانت تستحم.

 مريم من داخل الحمام: ماما مامااااااااااااااا

مروان: ايه خير في حاجة؟!

  • انت قفلت محبس المية؟!
  • اممممم مش عارف جايز.
  • انت هتستهبل يلا؟! روح افتح المحبس.
  • اطلعي وانا أفتحه.
  • انت عبيط ولا بتستعبط؟! اطلع ازاي أنا دلوقتي؟!
  • هفتحه دقيقة واحدة ان مكنتيش بره الحمام هقفله تاني.

    وفتح “مروان” المحبس وفي خلال دقيقة كانت “مريم” خارج الحمام.

  • والله العظيم لاقول لبابا لما يرجع.
  • قوليله مش هيعملي حاجة ع فكرة وامشي بقى من هنا عشان عايز استجم.

وعندما جاء أبوهم من عمله أسرعت مريم اليه لتشتكي له: الحقني يا بابا طلعوا عيني النهاردة وسخوا الدنيا واعدت انضف وراهم ودخلت استحمى مروان قفل عليا المية وخلاني طلعت في ثواني ملحقتش استحمى، وماما تقولي اخواتك الولاد متعليش صوتك عليهم واللي هم عايزينه يعملوه هم الرجالة يرضيك كدة يا بابا؟

  • لا يا حبيبتي ما يرضنيش طبعاً متزعليش دول عيال شمحطية انت عروسة بابا الحلوة، يلا بقى اعمليلي كوباية شاي على ما أغير هدومي عشان أوزن دماغي وأنا بتفرج على الماتش.

فتحت مريم فمها في نظرة استنكارية، بينما تركها أبوها متوجهاً لغرفته؛ فحركت رأسها في أسى قائلة: مفيش فايدة!

الإعلان