حلو اننا نخصص يوم في السنة لكل حاجة حلوة في الدنيا: يوم الصداقة، يوم الطفولة، يوم الحب، يوم العمال، يوم الأب، يوم الأم، ويوم المرأة، بس بعد وقبل اليوم ده ايه اللي بيحصل؟! ايه الفايدة ان الرجال في يوم واحد في السنة يفتكروا ان الست ليها دور كبير في حياتهم فيقولولها كام كلمة حلوة ويجيبوا هدية، والاعلام فجأة يفتكر ان المجتمع في ستات ناجحين وقدوة فيسلط الضوء عليهم ويصقف لهم ويتكلم شوية عن مشاكلهم، وتاني يوم ترجع ريما لعادتها القديمة.
يرجع كل راجل يصحى الصبح يزعق عشان مش لاقي فردة الشراب بعد ما رماها امبارح تحت السرير وهو بيغير هدومه، يتهمها بالاهمال انها ازاي محطتش فردة شرابه على رأس قائمة أولوياتها في الحياة، ينزل شغله بعد ما ينكد عليها بس هي تحاول تكتم في نفسها عشان ده ميأثرش على ولادها، تحاول تصحيهم لمدارسهم بابتسامة على وشها وحضن دافي مع أمل ان هم اللي هيهونوا عليها كل ألم، تنزل شغلها وتتعب فيه زي جوزها بالظبط وتحط القرش على القرش عشان تقف جنبه وتساعده في مصاريف البيت.
بيرجعوا من الشغل بس هو بيرجع عشان يتفرج على التليفزيون وينام وياكل وينزل بالليل يتفسح مع صحابه، لكن هي بترجع عشان تطبخ وتنضف وتغسل هدوم ومواعين وتذاكر للعيال وتوديهم الدروس وترجعهم منها، ولما تبقى تعبانة آخر الليل ومش قادرة تتحرك يقولها الجملة الشهيرة: وانت بتعملي ايه عشان تتعبي ما انت قاعدة طول اليوم في البيت! جملة حافظينها وبيتوارثوها من غير ما يحاولوا يفكروا فيها ولو للحظة ويقارنوا بينها وبين الواقع الفعلي.
بعد اليوم ده يرجع الاعلام تاني يبث كل محتوياته اللي بتتعامل مع الست على انها شيء مش انسان ليه نفس الحقوق في المجتمع زيه زي الراجل بالظبط، الاعلانات تستخدم الست على انها جسم جميل لزيادة المبيعات، المسلسلات والأفلام تصور البنت على ان محور حياتها كله انها تلاقي العريس المناسب وتهرب من العنوسة وترضي المجتمع وتتنازل عن أحلامها وطموحاتها وأهدافها في الحياة عشان راجل سواء باسم الحب أو باسم الجواز، ففي النهاية تفضل البنت كل اللي بتفكر فيه ازاي تلاقي فارس أحلامها ولما تلاقيه تتنازل عن كل حاجة في حياتها عشانه، ومتلاقيش وقت تفكر في نفسها في حياتها في ايه اللي هتسيبه للدنيا وتفيد بيه المجتمع.
ياريت كل راجل وكل ست كمان يخلوا اليوم ده وقفة مع نفسهم، هتخسر ايه لو قدرت مراتك وبنتك وأمك وأختك واحترمت أحلامهم وطموحهم وساعدتهم عليه، هتخسر ايه لما ترجع من الشغل تساعدهم في شغل البيت اللي انت عايش فيه زيك زيهم بالظبط وعليك واجبات ناحية البيت ده زيك زيهم، هتخسر ايه لما تقولهم شكراً على أي حاجة بيعملوهالك ومتعتبرش ان ده حق ليك فرض عليهم عشان في الحقيقة هو مش كدة، أي حاجة أمك أو أختك أو مراتك بتعملهالك ده بيكون بدافع الحب لكن مفيش أي حاجة تجبرها عليه لا شرعاً ولا قانوناً ولا تحت أي بند من البنود.
كل اللي بتستناه منك في المقابل انك تقابل حبها بحب وتقدير، انك تراعي تعبها وتمسك ايدها في ايدك، انك تهتم براحتها قبل ما تدور على حقوقك، انك تهتم بتفاصيل صغيرة زي انك تجيب لها وردة تقولها كلمة حلوة من غير مناسبة تقف معاها تساعدها ولو حتى بحاجات بسيطة تقولها انك بتحبها انك بتقدر تعبها ووقفتها جنبك، الحجات البسيطة دي مش هتخسرك حاجة بالعكس هتكسبك كتير، هتعيشك في سعادة وحب وراحة بال لسنين قدام، هتريحك من نكد انت مبتقاش عارف سببه بس سببه ان الحجات البسيطة دي انت مبتعملهاش.
الست متستاهلش يوم واحد بس الست موجودة في حياة كل راجل كل يوم بأكتر من شكل ولو اختفت من حياته يوم واحد بس مش هيعرف يعيش، فلازم يقدرها كل يوم!