كتبت: سارة الليثي
نظمت سفارة مملكة تايلاند بالتعاون مع ساقية الصاوي مهرجاناً ثقافياً لنشر الثقافة والفنون التايلاندية للجمهور المصري اليوم في قاعة النهر بساقية الصاوي، بدأ المهرجان في السادسة مساءاً بتعريف الحضور على الثقافة التايلاندية وعادات وتقاليد الشعب التايلاندي وكذلك التعرف على المطبخ التايلاندي وتم توزيع كتيب للطهي التايلاندي على الحضور، وفي السابعة والنصف بدأت العروض الاستعراضية التي قدمتها فرقة معهد Bunditpatanasilpa والذي يعني حرفياً “المعهد المزدهر الذي يصدر خريجيين في مجال الفنون”، وقد قدمت الفرقة الاستعراضية عشر عروض مختلفة من الفن الاستعراضي التايلاندي.
بدأ العرض الاستعراضي برقصة الكناري الأسطوري المستوحاه من قصة “مانورا” في الأدب التايلاندي والتي تصور الكناري الأسطوري (نصف انسان ونصف طائر) وهو يرقص في الغابة الأسطورية هيمافانتا، تلتها رقصة سيرانج تانجوي والتي تعد احدى رقصات الشعائر الاحتفالية الدينية في اقليم أوبون راتشاتاني، وهي طريقة لإبداء الإحترام للأرواح ويتم تأديتها لشكر الأرواح على الثروات والخيرات التي تتقاسمها مع البشر، وتعكس ملابسهم التي يرتدونها خلال الرقصة حياتهم اليومية، أعقبها رقصة القردة المنتصرين، وهي رقصة تصور الفرحة الكبرى للقوات المحاربة من القردة، كما رسمتها الملحمة الهندية الشهيرة الراميانا، وتأتي حركات الراقصين متأثرة بالشكل التقليدي للفنون التايلاندية الاستعراضية الراقصة المعروفة باسم خون والتي تعني الرقصة الدرامية بالأقنعة، وهذه الرقصة صصمتها إدارة الفنون الجميلة في تايلاند ويؤديها راقصين من الذكور فقط وهم يرتدون زياً يشبه زي ضباط جيش القردة.
كما قدمت الفرقة الاستعراضية رقصة المطر المستوحاه من الشعائر والطقوس المتعلقة بالمطر والتي تتم ممارستها في إقليم روي إت في شمالي شرق تايلاند، وتقوم تلك الطقوس على أن يتنافس رجل وامرأة في جذب حبل كمنافسات شد الحبل في الألعاب الرياضية، وإذا فاز الرجل فإنه يتوقع أن يسود الجفاف، أما إذا فازت المرأة فإن أهل القرية يتفائلون بأنه ستكون هنالك كمية كافية من الأمطار لري المحاصيل في سنة قادمة، تلا ذلك رقصة “رابوم سري شايا سينغ” وهي رقصة إبداعية مستوحاه من الصور المنحوتة على جدران معبد خوم وهو أحد المعابد الخاصة بالخمير أبان حكم بايون، وتهدف الرقصة إلى ابداء الاحترام لألهة بوذية تدعى براشيا باراميتا، وكانت ملابس الراقصات تشبه الملابس الفرعونية القديمة.
أعقب ذلك رقصة “كرابي كرابونج” والتي تعني الاشتباك بالعصى القصيرة والطويلة، وهي مستوحاه من نوع من الاشتباك يتم فيه استعمال العصي أو السيوف، وتعتمد مهارة استعمال العصي القصيرة على خفة حركة المحارب الذي يجب أن يهاجم وأن يكون على مقربة من خصمه، وعلى النقيض، فإن المحارب الذي يقوم باستعمال العصي الطويلة يجب أن يحافظ على مسافة ملائمة بينه وبين خصمه، وإلا لن يستطيع استعمال سلاحه بكفاءة، وهي رقصة يؤديها الذكور فقط، وقد تمتع الراقصان اللذان أديا الرقصة بخفة الظل وحسن التفاعل مع الجمهور مما حول الاستعراض إلى استعراضاً كوميدياً يلطف الأجواء تخفيفاً لحدة العنف في الرقصة!
تلا ذلك رقصة المروحة، وهي رقصة تراثية من جنوب تايلاند، والتي تُظهر سكان جنوب تايلاند وهم يرقصون بينما يمسكون في أيديهم بالمراوح ويحركونها برقة ونعومة بينما يستمتعون بالموسيقى، ويؤدي هذه الرقصة المسلمون التايلانديون في جنوب المملكة ولا سيما في إقليم باتاني، أعقبها رقصة “رابوم رون راي” وهي رقصة تم ابتكارها مؤخراً لتحاكي أسلوب حياة قاطني جنوب تايلاند والذين يكسبون قوت يومهم بالبحث عن القطع المعدنية على امتداد القنوات المائية، فقديماً كان الكثيرون يمضون يومهم وهم يقومون بنخل التربة على امتداد القنوات المائية علهم يعثرون على قطع معدنية ثمينة!
كما قدمت الفرقة الاستعراضية رقصة “كوب كاب لام بليرن” وهي رقصة مستوحاه من الجمع بين العزف على آلة النقر والإيقاع التراثية “كوب كاب” –التي يعزف عليها الموسيقيون في الإقليم الشمالي الشرقي من تايلاند- مع رقصة لام بيلرن التي تتسم حركاتها بالمرح، واختتمت الفرقة الاستعراضية عروضها برقصة جوز الهند، وفي هذه الرقصة يمسك الراقصون بقشرة جوز الهند ويؤدون لوحات استعراضية راقصة تنطوي على الرقة والخفة والاتزان مع النشاط والمرح، وهي مستوحاه من الرقصات التي تؤديها الفتيات الصغيرات اللواتي لم يتزوجن بعد في جنوب اقليم إيسان.
وقد شهد المهرجان اقبالاً واسعاً من الجمهور المصري المهتم بمعرفة الثقافة التايلاندية والاطلاع على فنونها، كما شهد حضوراً للتايلانديين المقيمين في القاهرة.