كانت تجلس إلى حاسبها الشخصي وتتصفح صور إحدى زميلاتها مع زوجها، كان زوجها وسيماً للغاية ولطالما تمنت زوجاً في مثل وسامته ولكن هذا لم يكن شرطاً أساسياً في ارتباطها، فهي تعلم أن الجمال الشكلي ليس معياراً لنجاح العلاقة فالمهم هو الطباع والأخلاق والمشاعر الناقية، وهذا ما حدث معها بالفعل، فقد ارتبطت بشاب طيب وخلوق ويحبها بشدة ولكنه لم يكن وسيماً هو فقط مقبول الشكل، عندما تراه بعينيها تراه أجمل شاب في الوجود ولكن عندما تراه بأعين الناس ترى أنها تستحق من هو أوسم منه.
في النهاية هي مجرد فتاة ترغب في أن تحوز كل الميزات في زواجها الذي تحسدها عليه رفيقاتها، لا تريد أن يكون هناك ولو شبه عيب ينمون عليه، مهما أدعت أن هذه الاهتمامات السطحية هي تفاهة خلقت للبنات السطحيات وأنها لا تهتم بمثل هذه التفاهات إلا ان في داخلها قلب طفلة تهتم بهذه الأشياء الشكلية الصغيرة مهما أظهرت عكس ذلك، ولكنها لا تكشف عن ذلك إلا في وحدتها عندما تخلو بنفسها لتخلع رداء الحكمة والرزانة الذي دائماً ما ترتديه أمام الناس.
حاولت طمأنة نفسها مراراً أنها تملك رجلاً قلبه لا مثيل له ومهما كان لرفيقاتها من مميزات في أزواجهن إلا أن أحداً منهن لن تحيا مع مثل هذا الرجل، أمسكت بهاتفها الجوال وطلبت رقمه، وعندما رد عليها بادرته بالسؤال: هو أنا ليه أتجوزك؟
بالطبع لم يكن يتوقع السؤال وبهذه الطريقة المفاجئة على الرغم من علمه بجنونها إلا أنه وجم أمام سؤالها: هاه؟
- يعني أنا ايه اللي يخليني أتجوزك؟
- إزاي يعني مش فاهم!
- يعني ايه اللي هكسبه لو اتجوزتك وايه اللي هخسره لو ما اتجوزتكش؟
كان بإمكانه أن يرد عليها قائلاً أنها إن لم تتزوجه الآن ستخسر سمعتها أمام الناس، عندما لا يتم زفافها المتبقي عليه أيام قليلة، أنها لن تجد عريساً آخر بسهولة وستلوك الألسن سيرتها وسيرة أهلها ولن يهتم أحد بأي أسباب حقيقة لفشل العرس بل سيألفوا أسباباً أخرى أشد إثارة لترضي رغبتهم الجنونية في النم على الناس، وإذا تجوزته ستكسب تلافيها لكل تلك المعاناة بالإضافة إلى أنها ستكون امرأة متزوجة ولها حياتها الخاصة، كانت تلك هي الإجابة المتوقعة ولكنها كانت تعلم أنه لو كان هو خيارها الصائب لن تكون تلك إجابته.
- لو اتجوزتيني هتكسبي زوج بيحبك وكل همه سعادتك، هتكسبي قلبي وحبي، كل اللي اقدر اعمله دلوقتي أني أوعدك أني هحاول أعمل المستحيل عشان أسعدك ومخليش نفسك في حاجة وان عمري ما حبي ليكي هيقل في يوم من الأيام وعمري ما هبص لغيرك ولا تملا عيني واحدة غيرك.
وسكت برهة ثم أردف قائلاً: أما لو ما اتجوزتنيش فمش هتخسري حاجة لإنك أكيد هتلاقي اللي أحسن مني إنما أنا اللي هخسر كل حاجة لإني مش هقدر أعوضك تاني ومفيش واحدة تانية ممكن تملا مكانك.
دمعت عيناها وهي تقول له: بحبك. وقد تأكدت تماماً أنها أحسنت الإختيار وأنها تحوز الدنيا في يديها حتى لو لم يلاحظ أحد ذلك غيرها فيكفيها أنها تعلم جيداً قيمة ما تملك.