أمي هي صاحبة الفضل الأكبر علي في حياتي، قد يبدو كلاماً مكروراً يقوله كل الأبناء خاصة في عيد الأم، ولكنه الحقيقة التي لا تقبل الجد…
المصدر: عن أمي في عيد الأم
أمي هي صاحبة الفضل الأكبر علي في حياتي، قد يبدو كلاماً مكروراً يقوله كل الأبناء خاصة في عيد الأم، ولكنه الحقيقة التي لا تقبل الجد…
المصدر: عن أمي في عيد الأم
في اطار الاحتفال بـ #عيد_الأم ومذاكرة العيال في البيوت في فترة الحظر، أقدم لكم :]
#جدار #قصة_قصيرة على مدونتي الشخصية
أرجو أن تنال استحسانكم
في انتظار آرائكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات على المدونة
كما يسعدني متابعتكم للمدونة من خلال رابط المتابعة ليصلكم كل جديد
المصدر: جدار (قصة قصيرة)
مدونة تتعلق بكل ما يخص الأدب والثقافة والفن والحياة
المصدر: عن أمي في عيد الأم
مقالي عن أمي في عيد الأم على مدونتي الشخصية في بلوجر
أرجو أن ينال استحسانكم
في انتظار آرائكم وتعليقاتكم في خانة التعليقات على المدونة
مدونة تتعلق بكل ما يخص الأدب والثقافة والفن والحياة
المصدر: عن أمي في عيد الأم
كتبت: سارة الليثي
حسناً لقد بدأ شهر مارس، وهو الشهر الذي تجتمع فيه أغلب مناسبات الاحتفاء بالمرأة على مدار العام، فيوم 8 مارس يوافق اليوم العالمي للمرأة، والذي تم اختياره بناء على خروج آلاف النساء عام 1856 في الولايات المتحدة الأمريكية للمطالبة بحقوقهن واحترام آدميتهن في العمل ومنح النساء حق الانتخاب ومنع عمالة الأطفال، وقد اعتمد 8 مارس كيوماً للمرأة الأمريكية منذ عام 1909 حتى عام 1977 عندما اختارته منظمة الأمم المتحدة كيوماً عالمياً للمرأة، وكذلك 16 مارس يوافق يوم المرأة المصرية احياء لذكرى استشهاد أول سيدة مصرية “حميدة خليل” في ثورة 1919.
وقد أصبح 16 مارس ذكرى للعديد من الانتصارات للمرأة المصرية منذ ذلك الوقت، ففي عام 1923 يوافق تأسيس أول اتحاد نسائي مصري، وفي عام 1956 يوافق حصول المرأة على حق الانتخاب والترشح، وفي أوائل التسعينات اختار الكاتب الصحفي الراحل الكبير مصطفى أمين يوم 21 مارس عيداً للأم تكريماً لها على جهودها وتضحياتها المتواصلة في سبيل أسرتها وأبنائها، وعلى المستوى العالمي فيوم 31 مارس والذي وافق عام 1961 هو ذكرى صدور ميثاق 31 مارس لعدم التمييز والمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات الاجتماعية والسياسية.
لذا فشهر مارس هو شهر المرأة باقتدار، يحق لكل امرأة أن تحتفي بنفسها خلاله وتعطي لنفسها التقدير الذي تستحقه وتفرضه على من حولها، لتفخر بكونها امرأة حملت عبء العالم على كتفيها، وتدرك أنها صانعة المعجزات، فبإمكانها القيام بكل المهام في الحياة وما من شيء يستعصى عليها، ولكن الرجل لا يستطيع القيام بما تقوم به هي!
كتبت: سارة الليثي
“مصطفى أمين” هو أستاذ الصحافة المصرية الحديثة، وهو مؤسس جريدة “الأخبار” عام 1944م مع أخيه التوأم “علي أمين”، والتي كانت نبراساً لباقي الصحف المصرية وقائدة التطوير، وهي التي حولت اهتمام الصحف من المقالات إلى الأخبار، وظهر فيها السبق الصحفي والتحقيقات الهامة بعد أن كانت جميع الصحف المصرية تعتمد فقط على مقالات كبار الكتاب. وقد ولد “مصطفى أمين” في شهر فبراير من عام 1914م.. وبالطبع ولد “علي أمين” توأمه في نفس التاريخ.
نشأ التوأمان في بيت خال الأم –الزعيم “سعد زغلول”- (بيت الأمة) وعاشا طفولة مثيرة.. وكانت الحكايات التي يرويها “سعد زغلول” أهم وأكثر إثارة لهما من حكايات الأطفال.. وتعلموا منه الديمقراطية والاعتماد على النفس.. وأن يفتخرا بانتمائهما للفلاحين، ويعتزوا بمصريتهما.. وانتقل التوأمان مع أسرتهما إلى دمياط، وهناك عاشا جانباً من ثورة 1919م، وشاركا فيها وكان سنهما وقتها يقترب من السابعة؛ فأقاموا مسرح في أحد الشوارع مع صديقهما “جلال الدين الحمامصي” ليقدموا من خلاله الأناشيد والأغاني التي كانوا يسمعوها في القاهرة.. وأثار الحفل إعجاب كل المشاهدين.
وشاركا أيضاً في الثورة بطبع المنشورات مع ابن عمهما، وكان “مصطفى أمين” يشارك في صياغة هذه المنشورات، حتى إن أباه كان يعتقد أن هناك خلية ثورية هي التي تقوم بطبع هذه المنشورات.. ولم يدر بخاطره أن ولديه هما هذه الخلية الثورية.. وعندما عادا إلى القاهرة كانا يشاركان في تهريب المنشورات التي كانت تطبع في بيت الأمة، وكانا يضعاها داخل كرة القدم وجرادل الأطفال.. وكانت أول صحيفة أصدرها التوأمان “مصطفى وعلي أمين” باسم “الحقوق”، وهما لا يزالا في المرحلة الابتدائية، وكانت جريدة منزلية تحمل أخبار البيت الذي يعيشا فيه.. ولأنه بيت الأمة فقد كانت تحمل أخبار مصر كلها..
ثم تحولوا إلى إصدار جريدتهما في المدرسة وتوزيعها على زملائهما مقابل سن ريشة جديدة للنسخة.. وأصدرا بعدها مجلات أخرى، منها: “البيان” و”حارة البابلي”، وقد ورث “مصطفى أمين” عن أمه الإصرار والصمود والعناد، وهي التي شجعته على الالتحاق بالجامعة والحصول على الشهادة الجامعية، فقد شغل موقع نائب رئيس تحرير مجلة “روز اليوسف” وهو في السابعة عشر من عمره وهو لا يزال يدرس في المرحلة الثانوية ويترأس محررين يحملون شهادات جامعية، ولم يكن يرغب في مواصلة دراسته بالجامعة.
ولكن أمه أصرت على أن يواصل دراسته، حتى حصل على ماجستير في العلوم السياسية. وكان “مصطفى أمين” سبباً في التحاق أخيه “علي أمين” بمهنة الصحافة، فقد كان ينشر له رسائله التي يرسل له بها من لندن –أثناء دراسته الهندسة هناك- موقعة باسم “السندباد البحري” في “روز اليوسف”. وقد شجع ذلك “علي أمين” أن يلتقي بشخصيات صحفية مرموقة في لندن، ويجري عدة مقابلات صحفية مهمة هناك، وبعد عودته عملا معاً في جريدة (المصري) في منتصف عام 1934م.
وفي الفترة من عام 1938م وحتى عام 1944م تولى “مصطفى أمين” مواقع قيادية وصحفية مؤثرة في أكثر من مكان، فقد تولى رئاسة تحرير مجلة “آخر ساعة” في أبريل 1938م، وإلى جانب ذلك رئيساً لقسم الأخبار بالأهرام ورئيساً لتحرير مجلة (الاثنين) التي كانت تصدرها دار الهلال في 1939م، بالإضافة إلى قيامه بالتدريس في قسم الصحافة بالجامعة الأمريكية في الفترة ما بين عامي 1941م و1944م، وفي نهاية 1944م أصدر “مصطفى أمين” وتوأمه “علي” جريدة “أخبار اليوم” الأسبوعية، وكان أكثر ما يميزها الخبطات الصحفية التي كانت تنفرد بها والتي كان “مصطفى أمين” وراء معظمها.
كان “مصطفى أمين” شديد الإيمان بأهمية دور المرأة في المجتمع، وكثيراً ما كان يقول أنني مدين بكثير من أسباب نجاحي للمرأة.. ولذلك فقد كافح كثيراً من أجل حصول المرأة على كافة حقوقها، وطالب بأن تحصل المرأة على حق الانتخاب وحق الترشح ودخول البرلمان وأن تكون وزيرة. وإلى جانب ذلك كان “مصطفى أمين” صاحب العديد من الأفكار الإنسانية التي جسدها من خلال “أخبار اليوم”، مثل: مشروع ليلة القدر، وعيد الحب الذي حدد له يوم 4 نوفمبر من كل عام، وكذلك عيد الأم الذي حدد له يوم 21 مارس، وعيد الأب والذي حدد له 12 مارس من كل عام.
وسجن “مصطفى أمين” مرات عديدة: عام 1928م قبض عليه أثناء اشتراكه في مظاهرة ضد الدكتاتورية وسقوط “محمد محمود” باشا، وقبض عليه مرة أخرى بتهمة تنظيم إضرابات في المدارس الثانوية احتجاجاً على إلغاء دستور 1923م، وصدر قرار بفصله من جميع المدارس الحكومية وحرمانه من الامتحانات.. وفي عام 1940م حكم عليه بالسجن ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ؛ لتطاوله على ولي العهد، ويذكر أنه قبض عليه في عهد “مصطفى النحاس” عام 1951م ستة وعشرين مرة. وألقي القبض عليه أيضاً في 24 يوليو 1952م، وظل محبوساً ثلاثة أيام إلى أن أصدر مجلس قيادة الثورة بياناً يبرئه من التهم التي نسبت إليه.
وأمضى بعد ذلك سبع سنوات في السجن من عام 1965م وحتى عام 1974م لاقى فيهم أشد أنواع التعذيب والإذلال. وقد تزوج “مصطفى أمين” من ابنة عمته “إيزيس طنطاوي” بعدما جاءت لزيارته في السجن، وكانت تعرف أنه محكوم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة.. وكان عمره خمسة وخمسين عاماً.. ومع ذلك اختارت وهي شابة أن تحبه وتتزوجه وتنتظره خمسة وعشرون عاماً.. وكانت تلعب دوراً هاماً في تهريب رسائله من داخل السجن، وتوزيعها على الذين يطيرون بها وراء الحدود.
وتوفي “مصطفى أمين” في نفس الشهر الذي توفي فيه توأمه “علي” الذي توفي يوم 4 أبريل 1976م. فقد صعدت روح “مصطفى أمين” إلى بارئها في الساعة الخامسة والربع من مساء الأحد 13 أبريل 1997م بعد صراع مع المرض استمر أكثر من ثلاثة أشهر، عانى خلالها من الالتهاب الرئوي وارتفاع في السكر.. وتشيع جثمانه ظهر يوم الاثنين 14 أبريل من دار أخبار اليوم بناء على وصيته.. وأقيمت صلاة الجنازة في مسجد جمعية الشبان المسلمين، ودفن في مقابر الأسرة بمنطقة الإمام الشافعي.
وأقيم سرادق العزاء مساء نفس اليوم أمام دار أخبار اليوم، وهي نفس المراسم التي جرت مع شقيقه الراحل “علي أمين” قبل 21 سنة.
كتبت: سارة الليثي
“ميسون المليحان” هي فتاة سورية تبلغ من العمر 17 عاماً، أجبرتها ظروف الحرب في سوريا لترك بلدتها في اقليم درعا مع والديها وأشقائها الثلاث لتقيم في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأدرن، وعلى الرغم من ظروفها الصعبة كلاجئة تقيم في صندوق معدني مظلم مع أسرتها إلا إنها أصرت على مواصلة تعليمها وعدم الاستسلام للمعوقات الخارجية بل وتحث الأخريات أيضاً على مواصلة تعليمهن بعد أن لاحظت تناقص عدد الفتيات بشكل ملحوظ في مدرسة اللاجئين وتزويج أهاليهن لهن في سن مبكر وحرمانهن من التعليم.
تطوف “ميسون” كل صباح خيمة خيمة بالمخيم لتشجع الفتيات في معسكرها للذهاب إلى المدرسة وجمعت معلومات من الأهالي حول سبب عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة. وتمثل مصدر قلقهم الأكبر في أن الشهادات المعطاة في مدارس المخيم غير معترف بها خارجه.. ولكنها أوضحت لهم إن الأهم ليس الحصول على شهادة بل توسيع المعرفة حتى لا يكونوا أميين عند عودتهم إلى سوريا والتحاقهم بالمدارس مجدداً. مما دعى الملاحظين لنشاطها أن يطلقوا عليها “مالالا اللاجئين السوريين” تيمناً بالفتاة الباكستانية “مالالا” التي حصلت على جائزة نوبل للسلام العام قبل الماضي لوقوفها في مواجهة جماعة طالبان لنيل حقوقها في التعليم.
وقد التقت “ميسون” بـ”مالالا” العام الماضي في الأردن عندما زارت “مالالا” المخيم الذي تعيش فيه “ميسون” مع 25 ألف لاجئ سوري في سن الدراسة.
حلو اننا نخصص يوم في السنة لكل حاجة حلوة في الدنيا: يوم الصداقة، يوم الطفولة، يوم الحب، يوم العمال، يوم الأب، يوم الأم، ويوم المرأة، بس بعد وقبل اليوم ده ايه اللي بيحصل؟! ايه الفايدة ان الرجال في يوم واحد في السنة يفتكروا ان الست ليها دور كبير في حياتهم فيقولولها كام كلمة حلوة ويجيبوا هدية، والاعلام فجأة يفتكر ان المجتمع في ستات ناجحين وقدوة فيسلط الضوء عليهم ويصقف لهم ويتكلم شوية عن مشاكلهم، وتاني يوم ترجع ريما لعادتها القديمة.
يرجع كل راجل يصحى الصبح يزعق عشان مش لاقي فردة الشراب بعد ما رماها امبارح تحت السرير وهو بيغير هدومه، يتهمها بالاهمال انها ازاي محطتش فردة شرابه على رأس قائمة أولوياتها في الحياة، ينزل شغله بعد ما ينكد عليها بس هي تحاول تكتم في نفسها عشان ده ميأثرش على ولادها، تحاول تصحيهم لمدارسهم بابتسامة على وشها وحضن دافي مع أمل ان هم اللي هيهونوا عليها كل ألم، تنزل شغلها وتتعب فيه زي جوزها بالظبط وتحط القرش على القرش عشان تقف جنبه وتساعده في مصاريف البيت.
بيرجعوا من الشغل بس هو بيرجع عشان يتفرج على التليفزيون وينام وياكل وينزل بالليل يتفسح مع صحابه، لكن هي بترجع عشان تطبخ وتنضف وتغسل هدوم ومواعين وتذاكر للعيال وتوديهم الدروس وترجعهم منها، ولما تبقى تعبانة آخر الليل ومش قادرة تتحرك يقولها الجملة الشهيرة: وانت بتعملي ايه عشان تتعبي ما انت قاعدة طول اليوم في البيت! جملة حافظينها وبيتوارثوها من غير ما يحاولوا يفكروا فيها ولو للحظة ويقارنوا بينها وبين الواقع الفعلي.
بعد اليوم ده يرجع الاعلام تاني يبث كل محتوياته اللي بتتعامل مع الست على انها شيء مش انسان ليه نفس الحقوق في المجتمع زيه زي الراجل بالظبط، الاعلانات تستخدم الست على انها جسم جميل لزيادة المبيعات، المسلسلات والأفلام تصور البنت على ان محور حياتها كله انها تلاقي العريس المناسب وتهرب من العنوسة وترضي المجتمع وتتنازل عن أحلامها وطموحاتها وأهدافها في الحياة عشان راجل سواء باسم الحب أو باسم الجواز، ففي النهاية تفضل البنت كل اللي بتفكر فيه ازاي تلاقي فارس أحلامها ولما تلاقيه تتنازل عن كل حاجة في حياتها عشانه، ومتلاقيش وقت تفكر في نفسها في حياتها في ايه اللي هتسيبه للدنيا وتفيد بيه المجتمع.
ياريت كل راجل وكل ست كمان يخلوا اليوم ده وقفة مع نفسهم، هتخسر ايه لو قدرت مراتك وبنتك وأمك وأختك واحترمت أحلامهم وطموحهم وساعدتهم عليه، هتخسر ايه لما ترجع من الشغل تساعدهم في شغل البيت اللي انت عايش فيه زيك زيهم بالظبط وعليك واجبات ناحية البيت ده زيك زيهم، هتخسر ايه لما تقولهم شكراً على أي حاجة بيعملوهالك ومتعتبرش ان ده حق ليك فرض عليهم عشان في الحقيقة هو مش كدة، أي حاجة أمك أو أختك أو مراتك بتعملهالك ده بيكون بدافع الحب لكن مفيش أي حاجة تجبرها عليه لا شرعاً ولا قانوناً ولا تحت أي بند من البنود.
كل اللي بتستناه منك في المقابل انك تقابل حبها بحب وتقدير، انك تراعي تعبها وتمسك ايدها في ايدك، انك تهتم براحتها قبل ما تدور على حقوقك، انك تهتم بتفاصيل صغيرة زي انك تجيب لها وردة تقولها كلمة حلوة من غير مناسبة تقف معاها تساعدها ولو حتى بحاجات بسيطة تقولها انك بتحبها انك بتقدر تعبها ووقفتها جنبك، الحجات البسيطة دي مش هتخسرك حاجة بالعكس هتكسبك كتير، هتعيشك في سعادة وحب وراحة بال لسنين قدام، هتريحك من نكد انت مبتقاش عارف سببه بس سببه ان الحجات البسيطة دي انت مبتعملهاش.
الست متستاهلش يوم واحد بس الست موجودة في حياة كل راجل كل يوم بأكتر من شكل ولو اختفت من حياته يوم واحد بس مش هيعرف يعيش، فلازم يقدرها كل يوم!
بقلم: سارة الليثي
استيقظت باكراً ككل صباح ولكن هذا الصباح لم يكن عادياً ككل صباح، فاليوم حفل تكريمها على مشوارها الطويل، أسندت ظهرها إلى الخلف وهي ترتشف قهوتها الصباحية وأغمضت عينيها تسترجع ذكريات رحلتها الطويلة، لم تكن تتصور يوماً أنها ستصل لقمة النجاح ولكنها أيضاً كانت تعلم دائماً أنها ستحقق ما تريد، لم تكن يوماً فتاة عادية، فمنذ طفولتها كانت مميزة، كان أبوها يراها طفلة مختلفة ينتظرها مستقبل واعد، وكان يتباهى بتنبؤه هذا وسط دهشة الجميع بمن فيهم أمها.
ففي الوقت الذي كان يسعى كل الأباء لتأهيل بناتهم لشيء واحد فقط في الحياة وهو الزواج والجلوس في المنزل، كان أبوها مصراً على أن يجعل لابنته مستقبلاً باهراً لا يعتمد على وجود رجل في حياتها، ولكنه كان يجهل ماهية هذا المستقبل بينما حزمت هي قرارها منذ نعومة أظافرها بأنها ستكون نجمة سينمائية يصفق لها الجمهور كما كانت تراهم يصفقون لأبطال الأفلام التي تذهب لمشاهدتها مع أبيها في دور السينما المختلفة، فكان أبوها هو جمهورها ومعجبها الأول.
وبعد مشاهدة كل فيلم كانت تتقمص دور البطلة فيكون أبوها أول مصفق لها، ولكنه لم يكتف بالمشاهدة والتصفيق فأرسل صورها للمخرجين والمنتجين حتى حصلت على دورها الأول الذي أذهلت به مخرج العمل ليصر على تواجدها في كل أفلامه التالية التي تتضمن دور طفولي، لتكبر ويكبر اسمها معها ويذاع صيتها في كل الأنحاء وتنال أكبر الجوائز في كل عمل لها، ولم تكن تعبأ بشيء في حياتها سوى عملها ونجاحها إلى أن التقته، كان شاباً وسيماً في بداية حياته يشاركها بطولة أول أفلامه.
كانت هي النجمة التي يتهافت عليها المنتجين والمخرجين وتضج دور السينما بالجمهور الذي يسعى حثيثاً لحجز مقاعدهم فقط لرؤيتها هي دون سواها، وهو مجرد وجه جديد، كان بامكانها أن تختار من تشاء من الرجال ذوي المناصب والمراكز والشهرة والنفوذ والثروات ولكنها لم تكن يوماً تعبأ بكل هذا، لم تكن تهتم سوى لصوت قلبها، كانت على استعداد لأن تحارب العالم لأجل حبها، فتزوجته متحدية كافة الظروف والفوارق.
تفيق من ذكرياتها على اتصال من ابنها يهنئها بالتكريم ويعتذر لها عن عدم تمكنه من الحضور لظروف عمله ويبلغها تحيات والده، فتشكره وتنهي المكالمة، تتجرع مرارة الحياة عندما تتذكر كيف ابتعد عنها ابنها حين قرر أن يعيش مع والده في الخارج بعد انفصالهما، لم تكن تتوقع يوماً أن هذا الحي الكبير سينتهي يوماً بالطلاق، ولكنها لم تندم يوماً على هذا القرار فقد كان هذا هو الحل الوحيد المتبقي لها لتتخلص من خياناته المتكررة، فقد عمته الشهرة والمال وكثرة المعجبات حوله.
لم يرى حبها الكبير وصبرها الطويل ومحاولاتها المتكررة في اصلاحه، لم يرى معاناتها في بعدها عن وطنها وأهلها لتصحبه في رحلة صعوده وتكون السند والداعم له مضحية بنجاحها الشخصي وعملها لتبني معه مسيرته ونجاحه هو، لكنه كان أكثر أنانية من أن يرى أحد غيره لم يكن يرى سوى نفسه حتى فاض بها ولم تعد تحتمل أكثر فحزمت حقائبها وعادت إلى وطنها تحمل ذكرياتها بحلوها ومرها، لتعود إلى نفسها التي هجرتها طويلاً لأجل شخص أناني لم يقدر شيئاً من تضحياتها.
عادت وكلها شوق لعملها وجمهورها الذي هجرته طويلاً ولكنه لم ينسها يوماً ولم يخنها وظل محتفظاً لها بمكانتها، كان جمهورها هو الوحيد المستحق لتضحيتها وعملها الدؤوب، فانطلقت تحاول أن تخدم هذا الجمهور من خلال أعمالها وتقدم حلولاً للقضايا الشائكة في المجتمع حتى استحقت عن جدارة لقب سيدة الشاشة العربية.
أفاقت من ذكرياتها على يد زوجها تحتض كتفها برفق، ذلك الزوج الذي شاركها سنوات تقدمها في العمر ليكون الزوج والحبيب والطبيب الذي يخفف آلامها النفسية والجسدية، ليكون خير عوض لها عن حبها الفاشل في سنوات شبابها.
تطبع على جبينه قبلة حنونة وتقول له: طب تعالى اختار لي البس ايه.