مازلنا معاً نتابع السنن المهجورة في حياتنا اليومية، وبما اننا في ليلة الجمعة فلنلقي الضوء على سنة من سنن يوم الجمعة المهجورة ألا وهي غسل الجمعة، فمن سنن نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في يوم الجمعة الاغتسال قبل صلاة الجمعة، والكثير منا يغفل عن هذه السنة ويكتفي بالوضوء والطهارة اليومية خاصة مع التأخر في النوم والاستيقاظ في يوم الجمعة باعتباره الأجازة الأسبوعية، على الرغم من فضل هذه السنة العظيمة وثوابها الكبير الذي يناله فاعلها.
فقد قال (صلى الله عليه وسلم): “من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته، ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاث أيام” رواه مسلم في صحيحه. وفي حديث آخر قال سول الله (صلى الله عليه وسلم): “إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل” رواه البخاري، وأيضاً قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة، أجر صيامها وقيامها” رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وعن “أبي أمامة” (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “إن الغسل يوم الجمعة ليسُل الخطايا من أصول الشعر استلالاً” رواه الطبراني، وعن “أبي بكر الصديق” (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “من اغتسل يوم الجمعة، كُفرت عنه ذنوبه وخطاياه” رواه الطبراني، وهذين الحديثين يوضحان أن ثواب الغسل ليس مقصوراً على من يذهب لصلاة الجمعة من الرجال بل يشمل أيضاً النساء اللاتي لا تجب عليهن صلاة الجمعة، فلو اغتسلن وصلين في بيوتهن لنالهن أيضاً ذلك الثواب والفضل.
فلنعمل معاً على احياء تلك السنة العظيمة ونيل فضلها وثوابها؛ فعلى قدر الاقتداء يكون الاهتداء، فاللهم اهدنا سبلنا واهدنا الصراط المستقيم ولا تجعلنا من الضالين.