يوميات بنوتة مصرية (28): خبطتين في الراس تشغل

      بينما مريم تشرح أحد المحاضرات في الكورس الذي تقدمه في مكان عملها، إذا باحدى الطالبات تسقط مغشياً عليها، فيتجمهر الطلاب محاولين افاقتها، ويطلبوا لها الإسعاف، وتذهب معها مريم إلى المستشفى، وتنتظرها في الخارج وهي في غرفة الكشف، وإذا بذاك الشاب الذي تشاجرت معه بالأمس في الشارع ماراً من أمامها مرتدياً بالطو الأطباء.

    الشاب: انت تاني؟! ايه فتحتي دماغ حد النهاردة؟

     مريم وهي تلوي بوزها: ههههه ظريف أوي حضرتك، وانت ايه بتسيق المكان هنا ولا ايه؟

     ينظر إليها شزراً قائلاً: اه فعلاً أصل اللي بيسيقوا اليومين دول بيلبسوا بالطو أبيض، تعليم مجاني معلش نعمل ايه بقى!

  • ده على أساس أنك خريج أكسفورد مثلاً، وتلاقيك لاطش البالطو من الدكاترة أصلاً وانت بتاخدهم فمين غسيل.
  • ما تلمي لسانك بقى أنا عامل اعتبار انك بنت لحد دلوقتي ومش عايز اتغابى عليكي.

   تضع يدها على رأسها موضع ضربة البرميل بالأمس قائلة: وانت كل ده ومتغابتش؟!

  • يعني المفروض كنت أعملك ايه؟! أسيب لك الواد تخطفيه؟!
  • أنا اللي كنت هخطفه؟!
  • لا أنا اللي هخطفه، أصل في حد بيخطف ابن اخته برضه!
  • بتحصل عادي، وبعدين انت لو كنت بتكلمه كويس زي الناس الطبيعيين مكنتش شكيت فيك!
  • زي الناس الطبيعيين ده اللي هو إزاي؟ أكونش كنت ماسك له الفلكة وأنا مش واخد بالي؟!
  • لا بس في أسلوب تفاهم راقي عن كدة، تاخده في حضنك وتفهمه مش هو يبقى زعلان على مامته وانت تخوفه انك هترميه تحت العربية!

    وفي تلك اللحظة دخل رجل يرتدي جلباباً مريب الشكل ويحمل آخراً مطعوناً بسكين في قلبه، ويوجه كلامه للطبيب: الحقنا يا دكتور فوقه بسرعة.

  • أفندم؟! حضرتك ده مطعون بالسكينة في قلبه ده مات خلاص!

الرجل بصوت جهوري: هو ايه ده اللي مات أنا بقولك تفوقه يعني تفوقه حالاً أمال انت دكتور بتعمل ايه؟!

  • حضرتك أنا دكتور مش اله عشان أحيي الأموات!
  • مفيش أموات هنا انت اللي هتبقى من الأموات لو مفوقتوش حالاً.

   الطبيب الشاب وهو ينظر بخبث تجاه مريم: بس كدة حضرتك ممكن تتفاهم مع الآنسة دي وهي تفهمك كل حاجة.

  موجهاً كلامه لمريم: انت مش بتحبي التفاهم؟! اتفضلي اتفاهمي معاه وفهميه.

   نظرت له شزراً ووجهت كلامها للرجل: حضرتك الدكتور مهمته أنه يعالج المريض وهو اللي يقدر يعرف إذا كان اللي قدامه ده مريض ولا ميت ولو ميت هو ميقدرش يعمله حاجة ويرجعه للحياة تاني مثلاً!

    يسحب الرجل السكين من قلب صاحبه ويوجهها لمريم قائلاً: بقولك ايه أنا الكلام ده ميخشش زمتي بتلاتة أبيض انتم هتفوقوه يعني هتفوقوه!

    خافت مريم واحتمت خلف ظهر الطبيب متشبثة بذراعه، وصاح هو بدوره على أمن المشفى.

    الرجل: انتم فاكرين انكم كدة بتهددوني يعني؟!

   وأشاح الرجل يده بالسكين؛ فأمسكها الطبيب بيده، وفي تلك اللحظة أتى ظباط الأمن وأمسكوا به وأخذوه معهم ليسلموه للشرطة، وظلت مريم ترقبهم وهي متشبثة بذراع الطبيب.

    الطبيب هامساً وهو ينظر إليها خلفه: مشيوا على فكرة.

    مريم وهي واجمة: اه.

  • طب ايه؟
  • ايه؟
  • لوعجباكي ممكن تاخديها معاكي البيت عادي يعني.

    مريم باستغراب: هي ايه؟

  • دراعي!
  • أوه سوري، أنا آسفة مخدتش بالي.
  • لا عادي والله اتفضليها.

مريم تنظر بخجل إلى الأرض.

  • إيه ده ده طلع في ملامح أنوثة أهي وبنتكسف وحركات.

تنظر له شزراً.

  • لا والنبي متتحوليش تاني اثبتي ع كدة.

تضحك بخجل.

  • والله ضحكتك حلوة خليكي على كدة بقى وبلاش ترجعي عم غضنفر تاني.
  • وهو أنا ايه اللي بيخليني أتحول غير المستنقع اللي احنا عايشين فيه ده؟!
  • خلاص تحولي مع المستنقع وابقي طبيعية برة المستنقع!
  • وأنا هعرفهم منين؟! بيتكتب على قفاهم مثلاً!
  • بالفراسة، ايه معندكيش فراسة خالص؟!
  • لا عندي كراسة تنفع؟ 😛
  • يا حلاوتك، وكمان بتألشي، بس ألش رخيص ده ع فكرة 😛 المهم متعرفناش صح.
  • مهندسة مريم.
  • دكتور مدحت، بس احنا نشيل الألقاب بقى، يعني أنا أقولك يا مريم وانت تقوليلي يا دكتور مدحت ع طول كدة.
  • ههههههههههههه قديمة أوي ع فكرة.
  • زي الألش الرخيص بتاعك بالظبط 😛 ، المهم نكمل تعارف بقى، مهندسة فين؟
  • في مركز جرافيك في المعادي.
  • اه يعني مبتشتغليش في البنا والعماير وكدة؟
  • والله حاولت كتير وقدمت في شركات كتير، بس مفيش فايدة كلهم عايزين شباب بس، فاكر أول مرة اتقابلنا فيها؟
  • وهي دي حاجة تتنسي؟!
  • أهو أنا يومها كنت لافة على كذة شركة وكلهم ادوني استمارة ستة بس لمجرد اني بنت، عشان كدة مكنتش طايقة نفسي حتى!
  • اه طبعاً فلازم تطلعي غلك على الغلابة اللي زي حالاتي.
  • معلش بقى هي جت فيك، وبعدين يعني هي حبكت معاك من كل المحل الحتة اللي في ايدي؟!
  • لا طبعاً محبكتش، هو كان مجرد جر كلام بس.
  • أفندم؟!
  • آآآآآآآ لا ولا حاجة عادي يعني.
  • طيب.
  • طب أنا ورايا شغل بقى وكدة، كان نفسي أعد أو أقف يعني معاكي أكتر من كدة بس للأسف!
  • لا فاهمة طبعاً أكيد اتفضل حضرتك.
  • طب ايه هنتقابل تاني امتى؟
  • مع أول مصيبة ان شاء الله 😛
  • بتكلم جد أنا.
  • سيبها بظروفها، لو لينا نصيب تاني هنتقابل.
  • طب انت عندك فيس بوك؟
  • اه أكيد.
  • طب ممكن أضيفك؟
  • اه تمام أوك.
الإعلان

يوميات بنوتة مصرية (21): قمطة الخدامين

 في منزل ملك (خالة مريم) هي وزوجها في غرفتهم يتشاجرون:

ملك: أنت هتفضل لحد امتى عينك زايغة وميملاش عينك غير التراب.

أحمد: وهو أنا كنت لاقيت التراب حتى عشان املا بيه عيني!

ملك: انت انسان لا تطاق وانا مبقتش قادرة استحمل الحياة دي معاك، دي مبقتش عيشة دي!

   تتوجه ملك نحو الباب لتخرج من الغرفة؛ فتعلق ملابسها بمقبض الباب، وتظن ان هو من أمسك بها.

ملك: لو سمحت سيبني أنا مش عايزة اتكلم معاك ولا أشوفك دلوقتي…. أنا قلت سيبني يعني تسيبني!

   تلتفت ملك للخلف مستعدة لتنهر زوجها فتجده مستغرقاً في الضحك على مظهرها وهو جالس على طرف الفراش، بينما أطراف ملابسها عالقة بمقبض الباب؛ فتستشيط غضباً أكثر لشعورها بالحرج وتخرج من الغرفة بعد أن تصفق الباب خلفها.

……………………………………………….

في منزل مريم تجلس خالتها مع أمها تشكي لها من زوجها:

ملك: أنا زهقت خلاص يا أبلة مبقتش قادرة استحمل، على طول مش قاعد في البيت وبيخرج مع صحابه طول الليل ويرجع على النوم بس ميبصش في وشي حتى ولا يقولي كلمة عدلة، ولو قعد في البيت يا يعد يتفرج ع التلفزيون أو يتشات مع البنات على الفيس بوك طول الوقت يا يفضل واقف في البلكونة يتفرج على البنات الرايحة واللي جاية.

مروة: اهدي بس يا حبيبتي انت ايش عرفك بس انه بيتشات مع بنات ولا بيقف يتفرج على البنات انت عايزة تنكدي على نفسك وخلاص؟!

  • يا أبلة الحجات دي بتتحس وبتبان أي واحدة هتقدر تعرف إذا كان جوزها مهتم بيها ولا لا وبيفكر في غيرها ولا لا.
  • طب استهدي بالله بس واخزي الشيطان وكبري دماغك مفيش حاجة تستاهل وحافظي على بيتك.
  • يعني ايه يعني، يعني أبقى عارفة ان جوزي بيخوني وأسكت؟!
  • لا متسكتيش طبعاً بس لما تبقي تعرفي الأول مش هتخربي بيتك علشان انت حاسة انه بيخونك!

   تدخل “مريم” عليهم بعد أن كانت قد استمعت لحديثهم وعرفت ما يدور بينهم:

  مريم: يعني أنا راضية ذمتك وضميرك يا خالتي ده منظر تعدي قدامه بيه ليل ونهار ومش عايزاه يبص بره؟!

  مروة: انت قاعدة بتتصنتي علينا يا قليلة الأدب؟!

  • أنا مش محتاجة اتصنت عليكم عشان اعرف انتم بتقولوا ايه انتم صوتكم جايب آخر الشقة أصلاً.

ملك: وماله يعني منظري يا ست مريم مش عاجبك في ايه ان شاء الله؟!

 تجذب مريم ملك من ذراعها نحو المرآة وبيدها احدى صورها القديمة في بداية زواجها.

مريم: أنا مش هتكلم بس شوفي انت الفرق بعنيكي هو اتجوز اللي في الصورة دي بس بقدرة قادر بقت دي اللي بيصطبح وبيتمسى بيها، وبيطلع الشارع يشوف بنات متزوقين وعلى سنجة عشرة متوقعة رد فعله هيكون ايه يعني؟!

  ملك: ما كل الستات المتجوزين بيتغيروا بعد الجواز والخلفة والعيال ويعني هو اللي متغيرش ما هو كمان طخن وكرش.

  • الرجالة مبيشوفوش روحهم، وأصلاً مهما طخنوا وكرشوا بيفضل في ستات كتير مستعدين يقبلوا بيهم، انت مش عارفة نسبة العنوسة وصلت لحد ايه دلوقتي؟!
  • اه يعني انا المفروض طول الوقت اعد اهري وانكت في نفسي عشان ميبصش بره وعشان يتبسط هو ويروق مزاجه واتحرق انا بجاز وسخ وطظ في أعصابي وراحتي!
  • مين قال انك كدة هتتعبي وأعصابك هتتعب؟! بالعكس انت لما هتتزوقي وتهتمي بنفسك انت اللي نفسيتك هترتاح أكتر من أي حد تاني، يعني لما تبصي في المراية وتشوفي شعرك متوضب بتسريحة حلوة ولابسة فستان شيك وحاطة ميكب هتحبي نفسك أكتر ولا لما تبصي في المراية وتشوفي نفسك قامطة شعريتينك بايشارب ستي اللي انت لابساه ليل ونهار ده ووشك مغسول بالمية والصابون ولابسة جلبية معفنة طالع منها ريحة بصل وتوم وعرق؟!
  • وأنا أجيب منين وقت لده كله أصلاً؟!
  • ده كله مش محتاج أكتر من نص ساعة في اليوم ولا ساعة بالكتير أوي خصصيها لنفسك.
  • انت فاكرة الدنيا بمبي خالص، هو أنا لو لاقية الساعة ولا النص ساعة دي يعني كنت استخسرتها في نفسي؟! أودي العيال فين الوقت ده واسترخي ازاي وافضى لنفسي والبيت يضرب يقلب فوق دماغي؟!
  • لو نظمتي وقتك وكنت عايزة تعملي ده بجد هتلاقي الوقت!
  • حتى لو عملت ده وخلصت شغل البيت هفضى إزاي لنفسي من العيال ومذاكرتهم؟
  • يعني هم العيال دول المفروض يذاكروا 24 ساعة متواصل؟! ما هم كمان ياخدوا راحة الوقت ده وينزلوا يلعبوا مع أي حد من ولاد الجيران!
  • تصدقي كلامك مقنع فعلاً!

مريم بزهو وهي تنظر إلى أمها: بس اللي يقدر بس.

مروة: أيوة يا اختي انفخيها علينا بقى ما احنا ناقصين لسة طولة لسانها ده هم بقين حامضين بيتقالوا في كل مكان مجبتيش الديب من ديله يعني يا أم العريف!

مريم: بيتقالوا في كل مكان أه بس المهم اللي يعمل بيهم!

ملك: طب أنا أعمل ايه دلوقتي يعني؟!

مريم تنظر إليها في تمعن: بيتهيألي احنا المفروض نروح نعملك عمرة في أي بيوتي سنتر عشان ترجعي على نضافة كدة.

  • وده امتى ده؟!
  • دلوقتي يلا كدة في حموتها.
  • دلوقتي ايه وأسيب العيال فين؟!
  • تسيبي العيال فين يعني ايه ما هم قاعدين هنا أهو هنسيبهم مع ماما وننزل.

مروة: انت بتدبسيني يا بت؟!

مريم: مش أختك دي مستخسرة فيها خدمة صغنونة زي دي!

غوري يا لمضة ما أنا ميجليش من وراكي غير وجع الدماغ.

يوميات بنوتة مصرية (7): حب حضانة

  تجلس مريم على الكنبة في حجرة المعيشة في وضع القرفصاء واللاب توب على حجرها وإلى جوارها يجلس طفل صغير.

يوسف: انت بتعملي ايه؟

مريم: بشوف الفيس بوك.

  • بتكلمي صاحبك عليه؟
  • نعم؟
  • ما تعمليلي أكونت على الفيس بوك!
  • وانت عايز أكونت تعمل بيه ايه يا ابو 6 سنين انت؟!
  • عايز أكلم تسنيم صاحبتي وحشتني أوي مشفتهاش من ساعة ما أخدنا الأجازة!
  • افندم يا حبيبي؟ تسنيم مين؟!
  • تسنيم صاحبتي اللي معايا في الفصل.
  • واشمعنى يعني تسنيم بالذات؟!
  • اصل تسنيم دي حبيبتي اللي هتجوزها لما أكبر.
  • لا والله؟! انت عارف يعني ايه جواز أصلاً؟!
  • أه طبعاً عارف.
  • طب يعني ايه؟
  • يعني فرح وعريس وعروسة يلبسوا بدلة وفستان أبيض ويرقصوا مع بعض وبعدين يروحوا يعيشوا في بيت لوحديهم.
  • وهتعملوا ايه لما تعيشوا في بيت لوحديكم؟
  • هنلعب مع بعض.
  • هتلعبوا ايه؟
  • هنلعب كل اللعب اللي احنا بنحبها مع بعض من غير ما حد يضايقنا ويقولنا بطلوا لعب وقوموا ذاكروا! شايفة البازل ده؟
  • اه جميل هتلعبوا بيه مع بعض؟
  • هي اللي جايبهولي هدية في عيد ميلادي أصلاً.
  • لا يا شيخ؟!
  • اه بس أوعي تقولي لماما أحسن أنا قولت لها اني اشتريته من مصروفي.
  • لا والله وكمان بقيت تكدب؟!

  وهنا تدخل أمها قائلة: شايفة البنات اللي عارفة مصلحتها بدري بدري مش خيبة زيك.

  • بس كدة من عنيا الاتنين من بكرة هنزل اشتري دستة هدايا أوزعها على الشباب في الشارع مدام ده هيبسطك!
  • بس يابت اتلمي بطلي قلة أدب.
  • سبحان الله، هي مش كانت من شوية نصاحة والبت عارفة مصلحتها هتحيرني معاكي ليه بقى؟!

يوسف: بس والنبي متقوليش لماما يا طنط احسن تقول لمامتها وميخلوناش نلعب مع بعض تاني.

تضحك مروة: حاضر يا حبيبي مش هقولها ادخل العب انت مع مروان ومصطفى جوة.

مريم: أمه هتيجي تاخده امتى ده أنا اتخنقت منه خلاص!

  • ليه عشان فكرك بخيبتك وحالك الواقف؟
  • لا حول ولا قوة إلا بالله ماله حالي ما هو زي الفل اهو!
  • اه زي الفل أوي خليكي قاعدة في وشي ليل ونهار كدة بالهباب اللي في ايدك ده لحد القطر ما يدوسك تحته مش يفوتك بس!

على رأي المثل: اعدي واملي شروطك عمر قطر الجواز ما يفوتك.

يوميات بنوتة مصرية (1): بداية الرحلة

    مريم بغرفتها تجلس على فراشها، ممسكة باللاب توب الخاص بها، لا يظهر منها سوى عينيها، وتتصفح صفحتها على الفيس بوك التي أنشأتها باسم “حلي مشاكلك وواجهي العالم”، وتحاول فيها عرض المشاكل التي تواجه بنات جيلها وايجاد حلول لها، كانت منهمكة في قراءة أحد المشاكل المرسلة على الصفحة، تشكو مرسلتها من قلة خطابها وعدم حصولها على العريس المناسب وهي في الثالثة والعشرين من عمرها وخوفها من أن تظل بلا زواج، وكان ردها عليها:

    طالما احنا البنات بنفكر بنفس الأسلوب، ان الهدف الوحيد في حياتنا هو ضل راجل ولا ضل حيطة، مع ان الحيطة ممكن تحمينا من الشمس والعواصف وتضلل وتستر علينا، والراجل ممكن يقطم ضهرنا ويكسر نفسنا، وساعتها تبقى الحيطة أفيد منه مية مرة، بس احنا برضه مصممين نتضلل بيه، ومهما اتعلمنا ودرسنا واتثقفنا بنرجع تاني ندور على سي السيد اللي يقهرنا عشان نرضي المجتمع بدل ما نغيره، حبيبتي احنا اللي بنخلي الناس تبصلنا وحش أو تبصلنا كويس.

    طول ما أنت شايفة انك ناقصة عشان لسة متجوزتيش الناس هتشوفك ناقصة، لكن لو اقتنعتي من جواكي ان الجواز ده قسمة ونصيب مش بايد حد وان بيه أو من غيره انت احسن واحدة في الدنيا عشان انت هي انت مش عشان انت مرات فلان ولا علان، ساعتها الناس كمان هتشوفك كدة!

   وفي هذه اللحظة دخلت أمها  الغرفة: أنت يا زفتة سيبي الهباب اللي انت قاعدة عليه ليل ونهار ده وقومي شوفي شغل البيت، أنا عارفة الناس ازاي بتأمنلك وتبعتلك مشاكلها أصلاً هو أنت عارفة تحلي مشاكلك لما تحلي مشاكل غيرك؟!

  • أنا مشكلتي مع المجتمع وعشان احلها لازم اغير المجتمع المتعفن ده.
  • أهو ده اللي انت فالحة فيه، خليكي ورا البنات دول كمان لما تعنسيهم جنبك!
  • ايه أعنسهم جنبي دي؟! ده أنا مكملتش الخمسة وعشرين سنة حتى وبعدين كل واحد بياخد نصيبه المهم ياخده وهو مبسوط بيه مش يخسر سعادته وراحة باله عشانه!
  • قومي يا بت شوفي شغل البيت بدل ما أكسر الهباب ده على دماغك ما هو مفيش حاجة بوظت لك دماغك غيره!

حفل توقيع لكتاب عصير الكتب بأسيوط

كتبت: سارة الليثي

   نظمت مكتبة ومضة بأسيوط اليوم الجمعة ندوة وحفل توقيع لثلاثة من شباب الكتاب هم: الكاتب محمد جمال صاحب كتابي “رحلتي من الطب الى الألش” و”رحلتي من الطب إلى سوق العبور”، والكاتب محمد رجب صاحب روايتي “إمضاء ميت” و”المنجم”، والكاتب عمرو عبد الحميد صاحب روايتي “أرض زيكولا” و”أماريتا”، والتي صدرت أعمالهم عن دار عصير الكتب للنشر والتوزيع، تحدثوا في اللقاء عن بداية توجهم للكتابة وأسبابها خاصة مع بعد تخصصهم المهني والعلمي عن الكتابة، فهم على الترتيب: طبيب أسنان ومهندس وطبيب بشري.

   فذكر الكاتب محمد جمال أنه توجه للكتابة الساخرة بداية من خلال حسابه الشخصي على الفيس بوك حيث كان يكتب موضوعات يتناول فيها بالنقد الساخر أحوال الطب ومزاولة المهنة في مصر وكذلك بعض الأوضاع الاجتماعية والثقافية مما زاد من شهرته وعدد متابعيه على الفيس بوك، وعندما صرح برغبته في نشر كتاب اتصلت به عدد من دور النشر اختار واحدة من بينهم وبذلك صدر كتابه الأول، وأضاف أنه بصدد مشروع كتابة لكتابه الثالث.

   بينما أشار الكاتب محمد رجب أنه محباً للقراءة منذ صغره وخاصة في مجال المغامرات والتشويق والقصص والروايات البوليسية، ولكنه دخل مجال الكتابة بالصدفة من خلال جلسة سمر مع أصدقائه كانوا يتناقشون فيها حول أحد المنجمين الذي تنبأ بالحرب العالمية الثانية ونتائجها قبل وقوعها وحدثت كما تنبأ بها بالفعل، ولم يكن مصدقاً لما يقولون فأراد أن يشترك معهم في الحديث؛ فقص عليهم أنه تنبأ أن هناك من سيفتحون قبره بعد وفاته لسرقته وسيموتون واحداً تلو الآخر وهذا ما حدث بالفعل ولكن الشرطة اكتشفت أن الوحيد المتبقي من تلك المجموعة هو من قتل رفاقه ولفق النبؤة المكتوبة ليبيعها بثروة طائلة.

   وأضاف رجب أنه في هذه اللحظة شعر أن ما قصه على رفاقه هو حبكة جيدة لرواية؛ فبدأ بكتابتها بالفعل حتى خرجت للنور وهي رواية “المنجم”، أما عن الكاتب عمرو عبد الحميد فقد نوه أن بدايته في مجال الكتابة كانت أثناء دراسته بكلية الطب حين طلب منه أحد زملائه كتابة قصة لمجلة الحائط بالكلية؛ فكتب قصتين ومن ثم اندمج في عالم الكتابة وظل يكتب أربع سنوات سراً عن عائلته حتى لا يذعروا من انشغاله بالكتابة عن دراسته، وفور تخرجه أعطاهم كتابه الأول ليقرأوه.

    وعند سؤالهم إذا ما اضطروا أن يختاروا بين الكتابة ومجال تخصصهم المهني، أجاب الكاتب عمرو عبد الحميد بأنه واقع في هذه الحيرة في الوقت الحالي ولكنه يأمل يوماً ما أن يستطيع التخلي عن الطب والتفرغ للكتابة، بينما أجاب الكاتب محمد رجب أنه سيختار تخصصه المهني لأن العمل بالكتابة لا يدر دخلاً مادياً مناسباً، وأشار الكاتب محمد جمال أنه يستطيع القيام بالأمرين في الوقت الحالي ولكن يوماً ما عندما يتقدم في السن لن يستطيع مزاولة مهنة الطب بكفائته الحالية حينها سيتفرغ للكتابة فقط لأن الابداع والموهبة لا سن لهما.

   وفي نهاية الندوة فتح باب النقاش للحضور الذين ناقشوا الكتاب حول اشكالية الكتابة بالفصحى والعامية والرسالة الموجهة للقراء من خلال الأعمال الأدبية، واختلفت الأراء حول هذه النقاط بين مؤيد ومعارض، وفي الختام تم التقاط الصور التذكارية للحضور مع الكتاب وتوقيعهم لكتبهم.

رحلتي مع الكتابة

 

منذ نعومة أظافري عشقت الورقة والقلم؛ فقبل حتى أن أتعلم الكتابة كنت أمسك بالقلم لأنقش على الورق أي شخابيط لا معنى لها، وفور أن تعلمت الحروف الأبجدية كنت أكتبها على الورق ليل نهار وأكون بها كلمات بسيطة، وخطوة بخطوة أصبحت أجيد القراءة والكتابة؛ فبدأت أكتب قصص أطفال كتلك التي يرويها لي أبي التي تحكي عن الحيوانات وماشابه، وأيضاً بعض الأشعار الطفولية، وأذكر أن أول ما كتبته شعراً كان عن مقتل الشهيد الفلسطيني “محمد الدرة” وأنا في الصف الرابع الابتدائي.

كنت أيضاً حريصة على كتابة يومياتي يوماً بيوم أسجل كل مشاعري وما يدور بخاطري تجاه الأحداث اليومية التي أتعرض لها أو أعاصرها، كنت أتسابق مع رفاقي وزملاء صفي في موضوعات التعبير والانشاء المختلفة التي تختبرنا فيها معلمتنا، كنت -ولا زلت- أعشق اللغة العربية والتعرف على مفرداتها وتراكيبها واتقان قواعدها ولغوياتها؛ حتى انني قررت حينها أن أعمل كمعلمة لغة عربية في كبري، ولكن تدريجياً وجدت أن الكتابة أوسع وأشمل من أن أحصرها في مهنة التدريس، وأني من خلالها يمكنني التأثير والوصول إلى الآلاف والملايين وبث الأفكار والقيم التي أرغب في نشرها والارتقاء والدفاع عن لغتي العربية التي أعشقها.

وذلك بخلاف العدد المحدود من الأطفال الذين يمكنني التأثير فيهم من خلال التدريس والذين قد لا يسمح سنهم الصغير بأن يعوا ما أريد أيصاله لهم، لذا قررت دراسة الاعلام، وطوال فترة دراستي الثانوية كنت دائمة الاشتراك في أنشطة الصحافة والإذاعة المدرسية ومسابقات الأبحاث والمقالات حتى حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة الابداع الفلسفي من خلال بحث عن الإمام محمد عبده، ومنذ سنتي الأولى في الجامعة حرصت على الانطلاق والتدريب في مختلف الصحف الإقليمية المتوافرة في محافظتي محل إقامتي ودراستي أسيوط.

وبعد تخرجي من الجامعة شرعت أراسل شتى الصحف والمواقع الالكترونية، وأنشأت لنفسي مدونات شخصية على مختلف مواقع التدوين وصفحة فيس بوك لنشر كتاباتي، التي أحاول الاشتراك بها في مسابقات عدة للتأليف في مجالات القصص القصيرة وشعر الفصحى والعامية والتي أربح أحياناً في معظمها، ولازلت أحاول أن أتعلم في كل يوم كل جديد تطاله يداي في عالم الكتابة، وأن أنمي قراءاتي في كافة المجالات لأغذي عقلي بكل جديد يمكنني الكتابة عنه والاستفادة منه، وأن أقرأ لكل كاتب وأحضر كافة النقاشات والتدريبات في عالم الكتابة، ولازلت أرى أن أمامي الطريق طويل.