في الشارع كانت تسير مريم تطالع واجهات المحلات حين مر رجل وبصحبته طفل، ووصل إلى مسامع مريم الحوار الدائر بينهما:
- انت من الصبح مطلع عيني وعمال تزن أسكت بقى بدل ما أرميك تحت أي عربية وأخلص منك، أنا عارف انتم أهاليكم بيخلفوكوا ليه أصلاً؟! أنا لو أطول أخلص على كل العيال الغلسة الزنانة اللي زيك من على وش الكرة الأرضية.
الطفل ببكاء: ماليش دعوة أنا عايز أرجع لماما.
- ما تسكت بقى يا زفت قلت مفيش ماما دلوقتي.
مريم محدثة نفسها: يا لهوي ده باين عليه خاطف الواد من أمه! أنا لازم اتصرف قبل الواد ما يضيع.
تسللت مريم إلى جوارهما وحملت الطفل سريعاً وانطلقت تجري به في الشارع.
الرجل: يا نهار أسود، الواد اتخطف!
وانطلق يجري خلفها.
الطفل ببكاء ومريم تحمله: أنا عايز أروح لماما…
مريم وهي تلهث: متخافش يا حبيبي أنا هرجعك لماما.
يجد الشاب برميلاً فارغاً ملقى في الشارع؛ فيمسك به ويقذفه على مريم؛ ليصيب رأسها؛ فتسقط على الأرض مغشياً عليها، ويتجمع الناس حولهم.
أحد المتجمهرين: ايه يا أستاذ اللي أنت عملته ده؟!
الشاب: ايه؟! كانت هتخطف الواد أسيبهولها يعني؟! موجهاً كلامه للطفل: انت كويس يا حبيبي؟
الطفل: أيوة يا خالو، بس أنا عايز أرجع لماما بقى.
يحضنه قائلاً: حاضر يا حبيبي هنرجع لماما.
يُفيق المتجمهرين مريم ويمسكوا بها قائلين: بقى انت كنت عايزة تخطفي الواد يا مجرمة يا حرامية يا خطافة العيال؟!
مريم: أخطف مين؟! ده الراجل ده هو اللي خاطفه وكان بيقوله انه هيرميه تحت العربية ومش هيرجعه لأمه تاني!
ينظر إليها الشاب شزراً ويهم بالكلام ولكنه يتذكرها قائلاً: ايه ده مش انت البت المجنونة اللي قابلتها في محل الحلويات الأسبوع اللي فات؟! هو كان باين عليكي انك مجنونة فعلاً ولازم تعملي كدة، ده ابن أختي يا هانم وهي بتولد في المستشفى وأنا اخدته عشان كان عمال يعيط وعايز يدخل عليها الأوضة وهي في العمليات، وعادي كلمتين بقولهم له وأنا متنرفز عليه خلاص كدة بقيت خاطفه؟!
مريم: هو في حد يكلم طفل بالطريقة دي وكمان في الشارع عشان الناس تسمعه وتشك فيه انت مش شايف حالات الخطف عاملة تزيد ازاي؟! موجهة كلامها للطفل: حبيبي قول الحقيقة ومتخافش الراجل ده خالك بجد ولا خاطفك؟
يختبئ الطفل خلف خاله قائلاً:مالها الست المجنونة دي يا خالو؟!
- معلش يا حبيبي مجنونة بقى، ليس على المجنون حرج.
مريم: مين دي اللي مجنونة؟! ما تحترم نفسك يا عم انت!
- أحترم نفسي؟! طب يلا يا ماما من هنا بدل ما أعملك قضية تنيمك ع البورش النهاردة.
احمرت عينا مريم غضباً وأوشكت أن تمسك بخناقه لولا تدخل المتجمهرين: ما تصلوا على النبي يا جماعة.
- يلا حصل خير كان سوء تفاهم وراح لحاله.
- ما يصحش تمسكوا في خناق بعض في الشارع كدة.
- يلا كل واحد فيكم يروح على بيته كفاية لمة وتعطيل مصالح لحد كدة!
ينظر كل منهما للآخر شزراً ويديرا ظهرهما لبعض كل منهما متوجه في طريقه.